47ولكنّ الدراسة الدقيقة لمجموع هذه الأبواب الأربعة والعشرين قد بيّنت أنّ في روايات متعدّدة منها إشارات ذات دلالة على ما ذهبنا إليه من كون الجمرة هي موضع الحصىٰ.
لاحظوا هذه الروايات السبع:
1 - نقرأ في حديث معتبر عن معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:
«فإنْ رَمَيتَ بِحَصاةٍ فَوَقَعَتْ في مَحمِلٍ فأعِدْ مكانَها، وإنْ أصابت إنساناً أو جَمَلاً ثمّ وَقَعتْ على الجِمارِ أجزأك» 1.
وتعبير «على الجمار» يشير إلى أنّ الجمرة هي قطعة الأرض التي تقع فيها الحصيات. ولنتذكَّر هنا أنّ كثيراً من أرباب اللغة قد فسّروا «الجمار» بصغار الأحجار.
منهم ابن الأثير في «النهاية» حيث يقول: «الجمار هي الأحجار الصغار» .
ويقول الفيّومي في «المصباح المنير» : «والجمار هي الحجارة» .
ويقول ابن منظور في «لسان العرب» : «الجمرات والجِمار: ا لحصيات التي ترمي بها في مكّة» .
وبناءً على هذا، فإنّ وقوع الحجر على الجمار يعني وقوعه على الحصى، وهذا مُجزٍ طبق الروايات.
إضافةً إلى هذا أنّ الحجر الذي يقع على بدن الإنسان، أو علىٰ جمل ليست له في رجوعه القوّة الكافية، لأن تجعله يصيب الأعمدة (علىٰ فرض وجودها) ، وأكثر ما يمكن أنّه يقع على الحصىٰ.
2 - نقرأ في حديث البزنطي (أحمد بن محمّد بن أبي نصر) عن أبي الحسن (عليّ بن موسى الرضا عليه السلام) :