235
زَمزمتِ الفرسُ على زَمزمِ
وذاك من سالِفها الأقدمِ
وقد افتخر بعض شعراء الفرس بعد ظهور الإسلام بذلك، فقال من كلمة:
وما زِلنا نحجّ البيتَ قِدماً
وكانت الفرس تهدي إلى الكعبة أموالاً في صدر الزمان، وجواهر، وقد كان ساسان بن بابك هذا، أهدى غَزالَيْن من ذهب وجوهراً وسيوفاً وذهباً كثيراً فقذفه [ فدفن ] في زمزم.
وقد ذهب قوم من مصنفي الكتب في التواريخ وغيرها من السير، أنّ ذلك كان لجرهم حين كانت بمكة، وجرهم لم تكن ذات مال فيضاف ذلك إليها، ويحتمل أن يكون لغيرها، واللّٰه أعلم.» 1ومنذ ذلك الوقت وحتى عام 438ه وهو العام الذي حجّ فيه ناصر خسرو القبادياني (394-481ه) وكان إسماعيلي المذهب، ودوّن خلاله يومياته عن الحجّ، لم يُقدم أحد على تأليف كتاب حول الحجّ وكيفية أداء الإيرانيين له، وإن كان قد ورد ذكر مكة والحرم الشريف في أشعار بعض شعراء القرنين الثالث والرابع، وهو ما يدلّ صراحة على حضور هذه المقدسات في أدبيات ذلك العصر.
ويعدّ (رودكي) وهو أقدم شعراء الفرس (م329-330ه) ، أول من ذكر الكعبة في أشعاره، حيث قال:
مكى به كعبه فخر كند مصريان به نيل
ترسا به اسقف وعلوى به افتخار جدّ 2