231يحتاج إليه المسجد الشريف من العمارة يعمّر، والنظر في جميع ذلك جزئيّةً وكليةً لمولانا المعزّ العالي، شيخ الحرم الشريف المذكور.
فجمع مولانا شيخ الحرم الشريف السّادة القضاة، والأمين المذكور، والمهندس على العمارة المذكورة وهو المعلّم علي بن تبك، ومن حضر من البنائين الواردين إلى المدينة المنوّرة والمقيمين بها، فكشفوا على المسجد الشريف النبويّ، فكان ممّا رآه المهندس والبنائين [ البنائون ] في ذلك أنّ بعض جدار المسجد الغربيّ من باب الرّحمة، محتاج إلى الهدم والإعادة، وأنّ الباقي (92ب) من الجدار الغربي مع الجدار الشرقي محتاجٌ إلى الترميم، بهدم بعض أسافله، وترك العلوّ علىٰ حاله، وأنّ باب النساء محتاج إلىٰ تقويته بأبراج خلفه من خارج المسجد، وأنّ المنارة السنجاريّة، التي هي في الركن الشامي من جهة الشرق، تحتاج إلىٰ هدمها كلّها.
فاقتضى الحال الشروع في الهدم والبناء، فأوّل ما بنىٰ باب الرّحمة، ورمّم الجدار الذي يليه غربي المسجد النبويّ، وكان مائلاً من جهة المنارة الخشبيّة، التي هي في الركن الشامي غربي المسجد النبوي، ليرىٰ هل الميذ في النزايه 1أم لا؟ ثمّ هُدمت المنارة المذكورة، ونقض أساسها، وزيد في الحفر على الأساس القديم؛ إلىٰ أن وصل الماء، بحيث إنّ الماء تزايد على المعلمين، حتّىٰ نقلوه بالقرب 2، فلمّا رأوا أيضاً نقله بالقرب لا يفيد، جعلوا ثلاثة دواوير كبار من الخشب السمر، ووضعوها في الماء، وبنوا على الأخشاب، إلىٰ أن علا البناء على الأخشاب قدر قامة، ثمّ حفروا تحت الدواوير حتّىٰ نزل بما عليها من البناء إلىٰ أصل الأرض الطيّبة، ثمّ أزيل الماء المجتمع في جوف الدواوير، ودكّ وسطها بالحجر، الملوّنة الطيّبة الجيّدة، وكان