21626 - باب العلّة الّتي من أجلها وضع اللّٰه الحجر في الركن الّذي هو فيه ولم يضعه في غيره، والعلّة التي من أجلها يقبّل، والعلّة التي من أجلها اُخرج من الجنّة، والعلّة التي من أجلها جعل الميثاق فيه
1 - عن بكير بن أعين، قال: سألت أبا عبداللّٰه عليه السلام: لأيّ علّة وضع اللّٰه الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره؟ ولأيّ علّة يقبّل؟ ولأيّ علّة اُخرج من الجنّة؟ ولأيّ علّة وضع فيه ميثاق العباد والعهد ولم يوضع في غيره؟ وكيف السبب في ذلك تخبرني - جعلت فداك - فإنّ تفكّري فيه لعجب؟
قال: فقال: سألتَ وأعضلتَ 1في المسألة، واستقصيت فافهم، وفرّغ قلبك، وأصغ سمعك، اُخبرك إن شاء اللّٰه؛ إنّ اللّٰه تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهو جوهرة اُخرجت من الجنّة إلى آدم عليه السلام فوضعت في ذلك الركن لعلّة الميثاق، وذلك انّه لمّا أخذ من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم حين أخذ اللّٰه عليهم الميثاق في ذلك المكان وفي ذلك المكان تراءى لهم ربّهم 2، ومن ذلك الركن يهبط الطير على القائم، فأوّل من يبايعه ذلك الطير، وهو واللّٰه جبرئيل عليه السلام، وإلى ذلك المقام يسند ظهره، وهو الحجّة 3والدليل على القائم، وهو الشاهد لمن وافى ذلك المكان، والشاهد لمن أدّى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ اللّٰه به على العباد.
وأمّا القبلة والالتماس فلعلّة العهد تجديداً لذلك العهد والميثاق، وتجديداً للبيعة، وليؤدّوا إليه في ذلك العهد الذي اُخذ عليهم في الميثاق فيأتونه في كلّ سنة،