206فقال: إنّ اللّٰه تعالى لمّا أهبط آدم من الجنّة أهبطه على أبي قبيس 1، فشكا إلى ربّه عزّوجلّ الوحشة، وأنّه لا يسمع ما كان يسمع في الجنّة، فأهبط اللّٰه تعالى عليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم عليه السلام، وكان ضؤوها يبلغ موضع الأعلام، فعلّمت الأعلام على ضوئها، فجعله اللّٰه عزّوجلّ حرماً 2.
2 - عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، عن آبائه عليهم السلام، أنّ اللّٰه تعالى أوحى إلى جبرئيل عليه السلام: أنا اللّٰه الرحمان الرحيم، إنّي قد رحمت آدم وحوّاء لمّا شكيا فأهبط عليهما بخيمة من خيم الجنّة فإنّي قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما فأضرب الخيمة على الترعة 3التي بين جبال مكّة.
قال: والترعة مكان البيت وقواعده التي رفعتها الملائكة قبل آدم، فهبط جبرئيل على آدم عليه السلام بالخيمة على مقدار مكان البيت وقواعده فنصبها.
قال: وأنزل جبرئيل عليه السلام آدم من الصفا وأنزل حوّاء من المروة وجمع بينهما في الخيمة.
قال: وكان عمود الخيمة قضيباً من ياقوت أحمر فأضاء نوره وضوؤه جبال مكّة وما حولها.
قال: فامتدّ ضوء العمود فهو مواضع الحرم اليوم من كلّ ناحية من حيث بلغ ضوؤه.
قال: فجعله اللّٰه تعالى حرماً لحرمة الخيمة والعمود لأنّها من الجنّة. قال: