18ويستحبّ له ترك تغطية الرأس، ولبس الثياب، واستعمال الطيب حتّى يفرغ من مناسكه كلّها.
فصل:
وينبغي للمتمتِّع أن يزور البيت للطواف والسعي يوم النحر، أو من الغد، ولا بأس بالتأخير إلى النفر، إلّاأنّ التعجيل أفضل. وصار بعض الأصحاب إلى منعه من التأخير عن الغد، وليس بمعتمد. وإنّما يظهر أثره في حصول الإثم؛ للاتّفاق على صحّة الطواف والسعي طول ذي الحجّة.
ويستحبّ الغسل للزيارة والدُّعاء عند الانتهاء إلى باب المسجد. بما رواه معاوية بن عمّار في الحسن، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام في زيارة البيت يوم النحر، قال:
«زره فإن شغلت، فلا يضرّك أن تزور البيت من الغد، ولا تؤخّره أن تزور من يومك، فإنّه يكره للمتمتِّع أن يؤخّره، وموسع للمفرد. فإذا أتيت البيت يوم النحر، فقمت على باب المسجد، قلت: «اللّهمَّ أعنّي على نسكك، وسلّمني له وسلّمه لي، أسألك مسألة العليل الذليل المعترف بذنبه، أن تغفر لي ذنوبي، وأن ترجعني بحاجتي، اللّهمَّ إنّي عبدك، والبلد بلدك، والبيت بيتك، جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك، متّبعاً لأمرك، راضياً بقدرك، أسألك مسألة المضطرّ إليك، المطيع لأمرك، المشفق من عذابك، الخائف لعقوبتك، أن تبلغني عفوك، وتجيرني من النّار برحمتك» . ثمّ تأتي الحجر الأسود فتستلمه وتقبّله، فإن لم تستطع فاستلمه بيدك، وقبّل يدك، فإن لم تستطع فاستقبله وكبّر، وقل كما قلت حين طفت بالبيت يوم قدمت مكّة، ثمّ طف بالبيت سبعة أشواط كما وصفت لك يوم قدمت مكّة، ثمّ صلِّ عند مقام إبراهيم عليه السلام ركعتين: تقرأ فيهما ب قل هو اللّٰه أحد وقل يا أيّها الكافرون، ثمّ ارجع إلى الحجر الأسود فقبّله إن استطعت، واستقبله وكبّر، ثمّ اخرج إلى الصّفا، فاصعد عليه، واصنع كما صنعت يوم دخلت مكّة، ثمّ ائت المروة فاصعد عليها، وطف بينهما سبعة أشواط، تبدأ بالصفا وتختم بالمروة،