156وثلاثين سهماً، جمع كلّ مائة سهم، وعزل نصفها لنوائبه وما ينزل به، وقسّم بين المسلمين الشقّ ونطاة وما حيز معهما، وكان فيما وقف الوطيح والكتيبة وسُلالم وما حيز معهنّ، فلمّا صارت الأموال بيد النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم والمسلمين، لم يكن لهم من العمّال ما يكفون عمل الأرض، فدفعها النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم إلى اليهود، ويعملونها على نصف ما خرج منها، فلم يزل كذلك على عهد النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم وأبي بكر رضى الله عنه، حتّى كان عمر رضى الله عنه، وكثر العمّال في أيدي المسلمين، وقووا على عمل الأرض، فأجلى عمر رضى الله عنه اليهود إلى الشام، وقسّم المال بين المسلمين إلى اليوم.
ومن شأن خيبر: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم نزل في وادي السُّرير؛ الوادي الأدنى، وبه الشقّ والنّطاة، فبرز إليه أهلها لقتاله، ثمّ إنّ اللّٰه هزمهم، ثمّ نزلوا على حصن بني نزار، ففتحه اللّٰه بغير صلح، وأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم جعله لأهل الحديبية، ولخيل كانت معه عشرين ومائة فرس، ولامرأتين حضرتا القتال: امرأة من بني حارثة يقال لها أمّ الضحّاك بنت مسعود أخت حُويّصَة ومُحَيّصَة، والاُخرى أُخت حذيفة بن اليمان، أعطى كلّ واحدة مثل سهم رجُل. وقدِم عليه هناك وفد الطُّفيل بن عمرو الدوسي، وفيهم أبو هريرة، وذلك حين هاجروا، فزعموا أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم قال:
(إنّ خيبر لم تكن إلّالمن شهد الحديبية) ثمّ ذكر إعطاء الدوسيّين كما تقدّم. وخيبر موصوفة بكثرة النخل والتمر؛ قال حسّان بن ثابت:
أتفخرُ بالكتّان لمّا لبسته،
ونقل البكري: وقال ابن لُقَيْم العبسي في الشّق ونطاة، وذلك عند فتح خيبر:
رُمَيتْ نَطاة من الرسول بفليقِ
شَهْباءَ ذاتِ مَناكبِ وفِقارِ