35الإسلامية، من رعايا السلطنة، والدول الإسلامية الاُخرى، والشعوب الإسلامية الواقعة تحت سيطرة الاستعمار (10) .
ولذلك ليس من السهل تصديق دعوى tnulB. S. W (1840 - 1922) ، النبيل البريطاني الذي عُرف بدعمه للثورة العُرابية؛ أنّ جمال الدين الأفغاني (1838 - 1897) (ومحمد عبده تلميذه) كان يتفهّم مشروعه (أي مشروع بلنت) لإقامة خلافة عربية بديلة بمكّة انتقاماً من الأتراك، ومن استبداد عبد الحميد، وخدمةً للمصالح البريطانية، فبلنت نفسه يذكر أنّه عندما استنصح الأفغانيعام 1883 عشية زيارته للهند حول أسلوبتعامله مع المسلمين هناك، نصحه الأخير بأن لا يتحدّث معهم ضدّ السلطان أو الدولة العثمانية؛ لأنّ سائر المسلمين كارهون للانجليز وشديد والولاء للدولة العلية وللسلطان (11) .
إنّ الذي أحسبُهُ أنّ tnulB لم يستطع متابعة أفكار جمال الدين الأفغاني حول الحلول الناجعة لمشكلات المسلمين مع الغرب الأوروبي. إذ كان جمال الدين وقتها قد توصّل إلى قناعةٍ مؤداها أنّ ضعف المسلمين في مواجهة الاستعمار ليس مردّه ما يقوم به السلطان العثماني أو لا يقومُ به؛ بل لذلك عِللٌ وأسبابٌ تتعلّق بالأوضاع الحضارية للاُمّة الإسلامية أفضت إلى ضعفها وتشرذمها وتكالب الأمم المتقدّمة عليها، ولهذا فإنّ الأفغاني وعبده ما كانا يعارضان السلطان، بالدرجة الاُولى، بل يريان أنّ ما يقوم به جيّدٌ ومفيدٌ، لكنّه غير كاف. وقد انهمكا بين العامين 1883 و1887 في نشاطٍ محمومٍ على عدّة مستويات لبلورة رؤيتهما حول «وحدة المسلمين» أو «الجامعة الإسلامية» من جهة، وحول أسباب النهوض والقوّة من جهةٍ ثانية.
كان هناك من جهةٍ جهدُهُما لتصحيح المفاهيم والصُور حول الإسلام والعلم، والإسلام والتقدّم، والإسلام والسلطة الدينية (في مواجهة رينان وهانوتو، ونظرية دارون) (12) .
وكان هناك من جهةٍ ثانية دعوة المسلمين لتفهّم أبعاد الرؤية الشاملة