234وهو أعظم هدف للحج وأعظم مقصد أن يأتي العبد مخلصاً للّٰهويترك كل ما سواه ويقصد وجهه الكريم بالتلبية والدعاء ويكرّر: لبيك اللهمّ لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
إنّ الحج هو العبادة الوحيدة الذي يمكن أن يظهر القوة والوحدة الإسلامية أمام الملحدين والغالين والمخالفين للدين الحنيف، ويطهر الأرض المقدّسة من المشركين الكافرين بأن يعبدوه وحده عند بيته الكريم ويطهروا ما حول البيت من الأصنام والأوثان وسائر ما حرّم اللّٰه، ومن النجاسات ومن مؤامرات الشياطين ومن كل ما يؤذي الحجيج أو العمار أو يشغلهم عن هدفهم، فالبيت للمصلين وللطائفين وللعاكفين وهم المقيمون عنده يعبدون اللّٰه فيه وفي حرمه الذي يجب أن يطهر لهم من كلّ ما يصد عن سبيل اللّٰه أو يلهي الوافدين إليه من قول أو عمل.
قد أذن ابراهيم عليه السلام في الناس بأداء الحج، فأسمع اللّٰه صوته لمن شاء من العباد، وأجاب الناس هذه الدعوة من عهده إلى يومنا هذا، ففي الحج منافع عاجلة وآجلة، فمن أعظم المنافع أن يشهدوا توحيد اللّٰه تعالى والإخلاص له في الطواف ببيته والصلاة في رحاب بيته والدعوة له والإنابة إليه والتضرّع إليه واجتماعهم كاجتماع يوم المحشر وإتاحة الفرصة لهم حتّىٰ يتبادلوا أفكارهم ومشاكلهم الفردية والاجتماعية والعالمية والتشاور فيما بينهم للتفتش لحل هذه المشاكل.
ومن مقاصد الحج أن يتعارف المسلمون ويتواصوا بالحق ويتناصحوا، فهم يأتون من كل فج عميق من غرب الأرض وشرقها وجنوبها وشمالها أي من أقطار الأرض كلّها، فيجتمعون في رحاب بيت اللّٰه العتيق وفي عرفات وفي مزدلفة وفي منى وفي رحاب مكة يتعارفون ويتناصحون ويرشد بعضهم بعضاً ويسعون لمصالح عاجلة وآجلة، فيسعون في رحاب بيت اللّٰه ومسجد رسول اللّٰه لما فيه من الهداية والبلاغ والصلاح والفلاح والرشاد، فالحج - لا شك - موسم يشهده المسلمون من آفاق الأرض ونواحي العالم الإسلامي ليشهدوا منافع لهم. . يستطيعون فيه أن