136التدارك حتّى على من أتى بطواف الوداع تقيّداً منه بروايات من نسي طواف النساء، وكأنّ الذي جاء بطواف الوداع قد نسي طواف النساء فوجب عليه التدارك وأنّ طواف الوداع قد نفعه في حلّيةالنساء فقط. ثمّ قال: ولا بعد في ذلك بعد قيام الدليل عليه وإن لم يكن مشهوراً عندهم، فكأنّ صاحب الحدائق قد جمع بين الدليلين بهذه الصورة. وقد اتّضح أنّ الدليلين لا يحتاجان إلى الترجيح الذي ذهب إليه العلّامة ولا إلى الجمع الذي ذهب إليه البحراني، بل إنّهما بمثابة دليل واحد؛ لأنّ الفرق بين من يأتي بطواف الوداع ومن يأتي بطواف النساء فرق في التسمية فقط، والتسمية لا أثر موضوعي لها في البين، فروايات من نسي ناظرة إلى من نسي الطواف الذي يكون به تحليل النساء على الرجال وهذا العنوان يصدق على طواف الوداع، ومن يأتي به لا يكون ناسياً للطواف الذي يتمّ به التحلّل من حرمة النساء، فلا يكون مورداً لتلك الروايات، ولا يكون ملزماً بالعود ولا الاستنابة.
وجوب طواف النساء
استدل الشريف المرتضى في الانتصار على وجوبه ب «الإجماع المتردّد ولأنّه لا خلاف أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله فعله وقد روي عنه عليه السلام: خذوا عنّي مناسككم. وروي أيضاً عنه أنّه عليه السلام قال: من حجّ هذا البيت فليكن آخر عهده الطواف وظاهر الأمر الوجوب» 1.
واستدلّ عليه الشيخ في الخلاف بإجماع الفرقة وطريقة الاحتياط 2.
واستدلّ عليه العلّامة في المختلف بأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله فعله، ورواية منصور بن حازم عن الصادق عليه السلام: ثمّ قد حلّ له كلّ شيء إلّاالنساء حتّى يطوف بالبيت طوافاً آخر