5
العدد الخامس عشر
الحج في أحاديث الإمام الخميني قدس سره
«كثير من الأحكام العبادية تصدر عنها معطيات اجتماعية وسياسية، فعبادات الإسلام عادة تلائم سياساته وتدابيره الاجتماعيّة.
واجتماع الحجّ يؤدّي - بالإضافة إلىٰ ما له من آثار خلقية وعاطفية - إلىٰ نتائج وآثار سياسية. استحدث الإسلام هذه الاجتماعات وندب الناس إليها، وألزمهم ببعضها حتّىٰ تعمّ المعرفة الدينية والعواطف الأخوية، ويتمّ التعرف بين الناس، وتنضج الأفكار وتنمو وتتلاقح، وتبحث المشاكل السياسيّة والاجتماعيّة وحلولها.
في الدول غير الإسلامية تنفق الملايين من ثروة البلاد وميزانيتها من أجل عقد مثل هذه الاجتماعات، وإذا انعقدت فهي في الغالب صورية شكلية تفتقر إلىٰ عنصر الصفاء وحسن النيّة، والإخاء المهيمن على الناس في اجتماعاتهم الإسلامية، ولا تؤدّي بالتالي إلى النتائج المثمرة التي تؤدّي إليها اجتماعاتنا الإسلامية.
وضع الإسلام حوافز ودوافع باطنيّة تجعل الذهاب إلى الحجّ من أغلىٰ أماني الحياة، وتحمل المرء تلقائياً إلىٰ حضور الجماعة والجمعة والعيد بكلّ سرور