246الخدم الأحرار يطلق عليهم (الفرّاشون) . . وهناك طبقة دنيا من الخدم الذين يقومون بفرش الساحات وسقي الحدائق وتقديم الماء للزوّار.
أمّا التشكيلات الدينيّة فهي على نطاق أوسع من التشكيلات الإدارية، فهناك القاضي الذي يُبعث كلّ سنة من استانبول، ويشتغل في معيّته ثلاثة مفتين: (شافعي، حنفي، مالكي) . أمّا المؤذِّنون، ويسمّون الرؤساء، فهم كثيرو العدد، 48 - 49 مؤذِّناً، يترأسهم ستّة من المؤذِّنين الكبار، وهؤلاء يرأسهم شيخ الرؤوساء الذييحقّ له فقط أن يؤذِّن من فوق «المنارة الرئيسيّة» . وهناك في الحرم خمسة وأربعون خطيباً، وهم تبع لرئيس الخطباء. وتصرف الأموال الشرعية على مستحقّيها من: (العلماء والمدرّسين الذين يعظون، الأئمّة والخطباء، السادة من نسل النبيّ، الفقهاء والملالي، العوام بمن فيهم أهالي المدينة والمجاورون) .
ثمّ يتطرّق بورتون إلى سكّان المدينة وأهمّ الأسر القاطنة فيها، ليعرج إلى ذكر النخاولة الشيعة فيورد نقاطاً وتهماً ما أنزل اللّٰه بها من سلطان عنهم، ولعلّ ذلك من خيال المتعصّبين الذين نقلوا له هذه الأخبار عن مثل هذه الطبقة من الناس، التي كانت تشتغل في صدر الإسلام في الفلاحة عند الإمام الحسن عليه السلام. .
ويحلّل بعد ذلك أوضاع سكّان المدينة من جميع الوجوه بفصل يستغرق ثمانٍ وعشرين صفحة كاملة. وقد زار بورتون مقبرة البقيع زيارة خاصّة، وهو يقول: إنّ هناك خبراً يقول: إنّ سبعين ألف قدِّيس، وفي رواية مائة ألف، سوف يبعثون يوم القيامة من البقيع، وإنّ عشرة آلاف صحابي وعدداً لا يُحصىٰ من السادة، قد دُفنوا في هذه المقبرة على مرّ السنين فاندرست قبورهم. ويشير إلى ما تعرّضت له هذه المقبرة من عبث وتخريب أيّام الأمير سعود؛ لاعتقاد الوهابيين بأنّ خير القبور الدوارس! «ويرجع الفضل لما بُني منها بعد ذلك إلى السلطان عبد الحميد ومحمود. .» .
ويقول بورتون كذلك: «. . وقد