220
الشأنُ في هذا الذي أخْشَى به
وتشارعنا إلى الرُّوضة الشريفة، وكنّا ظننا أنّ الدموعِ نَفَدت، وأنّ نيرانَ القلوبِ خمدت، فتراكمتْ مِنَ العُيُون سجّيها، وتزايدَ مِنَ القُلوب لهيبها، وأخذنا بعد السلام في شرح الأشواق، وإنْ كانت الإحاطة بوصفها ما لايُطاق، وبتنا نُطفئ نيران الأشواق بماء العبرات، وننادي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله مِنْ أمام الحُجرة؛ لا من وراء الحُجُرات، وخَرَجنا بنيّة العود قبل الرحيل، وعزمنا على الرجعة والقدر يتلو، ونحنُ على ذلك الحال وحيل، ومنعنا دخول الحرم لتوقّع السَّفر، وزعموا أنّ من خطر له الدخول كان على خَطَر، فانقطع بي الرَّجاء، وضاقتْ بي الأرجاء، وأنشأتُ من الأبيات المقدّم ذكرها:
قالوا: الرحيل، وما تَمَلّت باللّقا
تمّت الرسالة.
وإليكم القصيدة:
لأحمد بن محمّد الزعفراني، قال وقد حجَّ:
إليك حَجّي لا لِلْبيتِ ذي المَدَر
وأنتَ قَصْدي لمحو الوَهْمِ والأثر
وأنتَ رُكْني لا أبْغِي به بَدَلاً
ولا أحجُّ إلى حِجْرٍ ولا حَجَر