11المولى الشيخ أحمد - المعروف بالمقدس الأردبيلي - فقالا له: نحن ما يمكننا الإقامة مدّة طويلة، ونريد أن نقرأ على وجه نذكره إن رأيت ذلك صلاحاً، قال: ما هو؟ قالا: نحن نطالع وكلّ ما نفهمه ما نحتاج معه إلى تقرير، بل نقرأ العبارة ولا نقف، وما يحتاج إلى البحث والتقرير تتكلّم فيه، فأعجبه ذلك وقرأا عنده عدّة كتب، في الفقه والاُصول والمنطق والكلام وغيرها. وكان رحمه الله يكتب شرحاً على الإرشاد ويعطيهما أجزاءً منه ويقول: اُنظروا في عبارته وأصلحوا منها ما شئتم، فإنّي أعلم أنّ بعض عباراته غير فصيح. «فانظر إلى حسن هذه النفس الشريفة» . وكان البعض يهزأ بطريقة دراستهما، وكان الشيخ يقول: عن قريب يرجعون وتأتيكم مؤلّفاتهما. وكانت إقامتهما مدّة قليلة، قيل: إنّها سنتان، ولمّا رجعا صنّف الشيخ حسن المعالم والمنتقى، والسيّد محمّد المدارك، ووصل بعض ذلك إلى العراق قبل وفاة الملّا أحمد الأردبيلي رحمه الله.
أقوال العلماء فيه
الحرّ العاملي في أمل الآمل: كان عالماً فاضلاً عاملاً متبحِّراً محقّقاً ثقةً، فقيهاً وجيهاً، نبيهاً محدِّثاً جامعاً للفنون، أديباً شاعراً زاهداً عابداً ورعاً. جليل القدر عظيم الشأن كثير المحاسن، وحيد دهره، أعرف أهل زمانه بالفقه والحديث والرجال، . . . كان حسن الخط جيّد الضبط، عجيب الاستحضار حافظاً للرجال والأخبار والأشعار 1. . .
الأفندي في رياض العلماء: الفقيه الجليل، والمحدِّث الاُصولي الكامل النبيل المعروف بصاحب المعالم، ذو النفس الطاهرة والفضل الجامع والمكارم الباهرة، هو مصداق «الولد سرّ أبيه» بل هو أعلم، ومظهر المثل السائر «ومن يشابه أبه فما ظلم» كان رضي اللّٰه عنه علّامة عصره، وفهّامة دهره، وهو وأبوه وجدّه الأعلى وجدّه الأدنى وابنه وسبطه «قدّس اللّٰه أرواحهم» كلّهم من أعاظم العلماء 2.
السيّد مصطفى التفرشي في نقد الرجال: وجه من وجوه أصحابنا، ثقة، عين،