221واخذل من خذله» (19) .
وأثبت المحدث هاشم البحراني 88 حديثاً في الغدير من طرق العامة و36 رواية من طرق الشيعة (20) .
ولقد أحصى السيّد المحقّق الطباطبائي في كتابه (الغدير في التراث الإسلامي) 164 كتاباً صنف حول واقعة الغدير.
معاني حديث الغدير:
وبعد أن ألقينا ضوءاً كافياً على أصل الحديث، واهتمام رواة الحديث وأرباب السنن بنقله، نتناول دلالة حديث الغدير على ثبوت امامة علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله، ونستعرض أهم الشبهات التي اُثيرت على ذلك، وحاولت - بعد التسليم بصدور الحديث عن النبي صلى الله عليه و آله - تفسيره بمعانٍ لا تساعد عليها اللغة والاستعمال والقرائن العامة التي حفّت بالحديث.
استعمال لفظ المولى:
استعملت لفظة المولى في القرآن الكريم في اللغة في معانٍ عديدة:
1 - فقد وردت بمعنى (الأولى) في تفسير قوله تعالى: فَالْيَوْمَ لَايُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (21) .
واختاره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه في القرآن (المجاز) ، في تفسيره الآية المتقدمة، واستشهد ببيت لبيد:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه
مولى المخافة خلفها وأمامها (22)
وقال به الزجاج والفراء أيضاً.
2 - ووردت بمعنى المتصرف بالأمر في تفسير قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِاللّٰهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ (23) .
قال الفخر الرازي في تفسيره ناقلاً عن القفال:
هو مولاكم: سيدكم والمتصرف فيكم (24) .
3 - وردت بمعنى المتولي في الأمر في تفسير قوله تعالى:
ذَلِكَ بِأَنَّ اللّٰهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا (25) كما اختاره أبو العباس (26) .
4 - وردت بمعنى الناصر في تفسير قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللّٰهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَامَوْلَى لَهُمْ