91يكشف لنا عن عدم كونه معروفاً بأنّه من الميقات الشرعي من قبل.
الثالث: أنّ الشيخ محمداً لم يشك في كون السيل هو الميقات الشرعي وأنه قرن المنازل بل هو قاطع بذلك، لذلك أوصى الشيخين بالذهاب إلى وادي محرم لينظرا:
هل وادي محرم أعلى وادي قرن المسمى بالسيل أم أنه خارج عنه؟
أما نتيجة تتبع هذه اللجنة وبحثها فهو أنّ وادي محرم هو أعلى وادي قرن، وقد اعتمدوا على أمرين:
الأول: ما أفاده أهل الخبرة أو من أهل المنطقة من أن وادي محرم أعلى وادي قرن.
الثانى: أنّ الوثائق المسجلة للعقارات الموجودة في أعلى وادي السيل إلى وادي محرم كالدار البيضاء وقرية المشايخ مسجلة باسم قرن.
المناقشة:
ويمكننا أن نناقش في هذه النتيجة بأمور:
أولاً: أننا لم نجد تصريحاً لأحد من المتقدمين بأنّ وادي قرن يشمل الهدى أو أن الهدى في قرن المنازل، ولا أنه يصل إلى حد جبل كرا، بل أنّ كلّ الشواهد تشير إلى أنّ قرناً واقع عند النخلة اليمانية وقريباً من البستان.
أما أنّ إطلاق قرن على هذا الوادي فغير معروف من قبل، كما يظهر من كلام الذين وصفوا كلا الطريقين كالحربي والكردي وغيرهما، فإنه لم يذكر أحد أنّ طريق كرا يمرّ بقرن، ولو كان وادي قرن شاملاً للهدى لذكروا مرور طريق كرا ( طريق الهدى) عليه كما ذكروا مرور طريق قرن بالنخلة اليمانية ويدعان وغيرها، وكما ذكروا مرور طريق الهدى بكرا وبنعمان الأراك وبعرفة. . . الخ.
ثانياً: لو سلمنا بشمول قرن إلى وادي محرم الواقع عند قرية الهدى، فإنّ الشواهد التي ذكرناها في تحديد الميقات كلها تشير إلى كونه في أسفل الوادي، وهو ما يسمى بالسيل الكبير، وقد مرّت كلّها مفصلة، ومنها مكان إحرام الرسول الذي