103
وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ وَفِينَا قَبْرُهُ
* * *
آلَيْتُ مَا فِي جَمِيعِ النَّاس مُجْتَهِداً
مِثْلُ الرَّوَاهِبِ يَلْبَسْنَ المُسُوحَ وَقَدْ
أَيْقَنَّ بِالبُؤْسِ بَعْدَ النِّعْمَةِ الْبَادِي
البَيت العَتيق. . . خَواطر وأشجان
محمّد النّقدي
تقديم: منذ عدة أشهر والحكومة السعودية تضرب طوقاً خشبياً حول الكعبة الشريفة، قِبلة المسلمين في العالم، للقيام ببعض التعميرات وإصلاح الشقوق التي ألمّتْ بالسقف وترميم الخسف الحاصل بأرض البيت الحرام.
هذا الذي بين يديك، عزيزي القارئ، يضمّ مُشاهدات أحد رجال الدين الذين تشرّفوا بالدخول إلى عُمق البيت العتيق في رحلة العمرة المفردة، نهاية شهريور عام 1375شمسي (جمادى الأولى 1417ه /أيلول 1996م) .
الذين سُعِدوا ونالوا شرف زيارة مكة المكرمة يعلمون جيداً أيّ شعور ينتاب من تكتحل عيناه برؤية ذلك المكان الطاهر وهو يطوي الأرض باتّجاه المسجد الحرام. هناك تنقلب حاله بمجرد وقوع بصره على قبلة المسلمين وملاذهم الوحيد، فتسيل دموعه جارية دون إرادة، وتخرج الآهات المصحوبة باللّوعة من أعماق صدره خلال مناجاته ربّ الأرباب.