23الإسلام وأعداء الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله» .
وقد حذّر الإمام بصورة متكرّرة من هذه الظاهرة السيئة الخطيرة التي تحوّل (المنافع) التجارية - التي ذكرها المفسِّرون المتقدّمون - إلى مضار كبيرة، بحيث نرى أنّ الحجيج يستغرقون الليالي والأيّام في أسواق مكة والمدينة ليشتروا تلك البضائع، يقول الإمام: «كثير من حجّاج بيت اللّٰه الحرام الذين يذهبون لأداء فريضة الحج، ومن المفروض بهم أن يلبّوا استغاثة المسلمين لما يحيط بهم من مؤامرات، نراهم يتجوّلون غافلين في الأسواق بحثاً عن البضائع الأمريكية والأوروبية واليابانية، وبذلك يُؤلمون قلب صاحب الشريعة بعملهم هذا المسيء إلى كرامة الحج والحجّاج معاً» .
وفي خطابه للعام التالي (1406ه) ركّز الإمام في تحذيره على البضائع الأمريكية خاصة، وذلك في النقطة الثالثة من توصياته السنوية إلى الحجّاج الايرانيين، معتبراً عرضها مخالفاً لمقاصد الحج وأهدافه، كما أنّ شراءها يُعدّ دعماً ومساندةً لأعداء الإسلام، بقوله:
«بالنسبة للبضائع المعروضة في الحجاز للحجّاج المحترمين ما كان يرتبط منها بأمريكا، فانّ عرضها مخالفٌ للأهداف الإسلامية، بل مخالفٌ للإسلام تماماً، وشراءها دعمٌ لأعداء الإسلام، وترويجٌ للباطل، فيجب الاجتناب عن ذلك» .
واعتبر الإمام - إبّان الحرب المفروضة - أنّه «ليس من الإنصاف أن يقدّم شبابنا أرواحهم في الجبهات ويضحون، بينما أنتم تساعدون مجرمي الحرب بشرائكم هذه البضائع. . فإنّ في ذلك إساءة إلى الإسلام والجمهورية الإسلامية وشعبكم المظلوم» .
وقد أشار إلى أنّ هذه المسألة قد ذكرها في السنوات السابقة، بيد أنها تستحق التكرار والتأكيد لأهمّيتها، حيث يقول:
«لقد ذكّرت بهذا في السنوات الماضية لأهمية الموضوع وحسّاسيته، ومن واجبي أن اُكرّر ذلك» .