141التاريخ.
وقبل استعراض هذه النداءات والتوجيهات، لابدّ من الوقوف على عمق فلسفة الحج عند الامام الراحل.
فالطواف حول الكعبة يرىٰ فيه الامام الخميني رمزاً لحرمة «الطواف والسعي حول (أية مبادىء) غير مبادئ اللّٰه، وأن رجم الشيطان هو رمز لرجم كلّ شياطين الانس والجن في الأرض. أيها الحجاج. .
اِحملوا من ربكم نداءً الى شعوبكم، أن لا تعبدوا غير اللّٰه وأن لا تخضعوا لغيره» .
ولا يذهبنّ الظن بالبعض أنّ الامام الخميني قد انتبه مؤخراً الى هذا الفهم، وتحديداً بعد انتصار ثورته الاسلامية، بل إنه تصدّىٰ الى قضايا المسلمين منذ وعىٰ دوره التاريخي، وقبل هذا الزمن بفترة ليست بالقصيرة. ولقد اقترنت اهتمامات الامام الراحل بموسم الحج باهتماماته الرامية الى إصلاح أوضاع المسلمين، وتغيير ما هم عليه من ركود وخنوع وذل واستكانة. الامام أكّد دوماً على ضرورة استثمار هذه الفرص التي وفّرها الاسلام للمسلمين من أجل إعادة الاسلام الى مسرح الحياة، وإعادة تكوين الأمة المسلمة الفاعلة على الساحة التاريخية.
يقول الامام قدس سره في بداية نفيه الى النجف الأشرف: «في الدول غير الاسلامية تنفق الملايين من ثروة البلاد وميزانيتها، من أجل عقد مثل هذه الاجتماعات، وإذا انعقدت فهي في الغالب صورية شكلية تفتقر الى عنصر الصفاء وحسن النية والاخاء المهيمن على الناس، في اجتماعاتهم الاسلامية، ولا تؤدي بالتالي الى النتائج المثمرة التي تؤدّي إليها اجتماعاتنا الاسلامية.
وضع الاسلام حوافز ودوافع باطنية تجعل الذهاب الى الحج من أغلىٰ أماني الحياة، وتحمل المرء تلقائياً الى حضور الجماعة والجمعة والعيد بكلّ سرور وبهجة. فما علينا إلّاأن نعتبر هذه الاجتماعات فرصاً ذهبية لخدمة المبدإ والعقيدة؛ لنبيّن فيها العقائد والأحكام والأنظمة على رؤوس الأشهاد وفي أكبر عدد من الناس.
علينا أن نستثمر موسم الحج، ونجني منه أطيب الثمار في الدعوة الى الوحدة والدعوة الى تحكيم الاسلام في الناس