6المكرمة، حيث . . أوّل بيتٍ وُضعَ للناس للّذي ببكة مباركاً وهدًى للعالمين .
وداخل أطهر بيت عندَ بيتك المحرم ، وفي أعظم مسجد المسجد الحرام ، ليطوفوا بالبيت العتيق متراصين كأنهم نفس واحدة وبدن واحد وقطعة واحدة تتحرك أشواطاً متواصلة متلاحمة. .
راجيةً وهي تعيش سنتها السادسة أن تكون أعمق بحثاً لكلّ مايخصّ البلاد الطيبة الحجاز الحبيب مكة والمدينة ومافيهما ومابينهما وماحولهما مواقيت ومواقع وآثاراً وشخصيات كُتِبَ لها أن تحيا في كنف ذلك البيت، فآمنت وطهرت وتألقت إيماناً وجهاداً وتضحيةً وعلماً. . فخلفت أرقى الذكريات وأجملها عبراً ومواعظ ودروساً تنتفع بها الأجيال.
وأخيراً وليس آخراً تصبو مجلتكم هذه - في عامها الجديد - إلى أن تكون أوسع وأكثر انفتاحاً على كلّ المثقفين علماء وكتّاباً ومؤلفين وقراءً لعلها تحظى بقبولهم واهتمامهم كتابةً ونقداً وإرشاداً وتثبيتاً، مترقبةً أقلاماً ناضجة وأفكاراً بكراً وآراءً رصينة وثقافات جديدة متنوعة تمدّها بما خفي عليها طيلة هذه السنين، وتكشف لها كلّ ماعجزت عن سبر أغواره من معالم بلد الوحي والرسالة والنبوّة، وماانطوت عليه هذه الفريضة المقدسة. .
ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا: إنّ ماقدمته هذه المجلّة المختصّة - وللاختصاص كما تعلمون ثمنٌ باهظ وجهدٌ مضاعف - والوحيدة - حسب اطلاعنا في المكتبة الإسلامية - من مادة قيمة في نواحٍ متنوعة ومحاور متعددة فقهاً وتفسيراً وتحقيقاً وتأريخاً وترجمة. . أفادت كثيراً، وجعلتها موضع تقدير، وليس أدلّ على ذلك من إشادات وصلتنا من الاُخوة كتابةً ومشافهةً. ولا يسعنا إلّاأن نقول: إنّها جهودكم الكريمة التي تعانقت وتضافرت مع جهود متواضعة اُخرى، فمدّتنا بمزيد من الثقة، وإن كُنّا نطمع لتتراكم هذه الجهود استكمالاً للفائدة واقتراباً من الهدف، الذي رسمته وهي في أوّل عملها، وتحملته مسؤوليةً كبيرةً. وإن أخفقت، أو لم يسعفها الحظ في