48اقتفاءً يجعلهم الاُسوة الحسنة بعد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله والقدوة المثلى التي لا يطمع في إدراكها طامع.
ومن هنا كان من الطبيعي جدّاً أن يكون منهجهم في إرساء دعائم هذه الفريضة العظيمة وتعظيم شعائر اللّٰه هو منهج القرآن المجيد، وخُطاهم إلى تثبيت قواعدها تبعٌ لخُطاه.
والقرآن المجيد قد كثّف الإضاءَة على بيت اللّٰه الحرام ومشاعر الحج العظام، تاريخاً وتعظيماً وفلسفةً وأحكاماً وعِرفاناً، فجعله مركزاً للتوحيد، وعتيقاً من براثن الشرك، وقياماً للناس، ومباركاً وهدًى للعالمين، وأمناً للناس، ومثابةً لهم، ومطهّراً ومحلّاً خاصّاً للطائفين حول محور الوحدانية الحقيقية والعاكفين والركّع السجود. . فهو التعبير الصادق عن إسلام الوجه للّٰهوالتسليم لإرادته العليا، والمختبر الكامل للإنسان الطائع باتجاه الكمال اللائق به، والبوتقة التي تصهر شوائب الروح، وتمحو ما علق بها من أدران خلال مختلف مراحل الحياة.
لقد كانت لسيرتهم الزاخرة بالعطاء العلمي والعَمَلي والعرفاني وكان لسعيهم الحثيث - لإرساء معالم الشريعة وقواعدها المحكمة - الدور الكبير والأثر البالغ في تألّق الإسلام والمسلمين بشكل عام وتجلية عظمة الشريعة الإسلامية بشكل خاص، وتركيز شعائر الحج بشكل أخصّ حتى ورد عنهم عليهم السلام «أن الدين لا يزال قائماً ما قامت الكعبة» ، وأنّ ولاة الأمر مسؤولون عن رعاية هذه الشعائر في كلّ الظروف التي تمرّ بها الأمة الإسلامية، وينبغي أن لا يحول بينهم وبين إقامتها أيّ ضعف مالي، أو أيّ خلل اقتصادي ينتاب الناس حيث تخصص بعض ميزانية الدولة الإسلامية؛ لإحياء هذه الشعائر على مرّ الدهور والأحوال.
نعم هذه هي مدرسة أهل البيت عليهم السلام وهي تعطي صورة موجزة وملخّصة جدّاً من معالم نظريتهم وثقافتهم الرّبانية إلى الاسلام ككل،