242الىٰ غزة وبلاد الشام. . . ذكرها القرآن الكريم ( لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) .
وهو الذي أخذ الحلف من قيصر لقريش علىٰ أن تأتي قريش للشام وتعود آمنة 1.
ومن أخلاقه وكرمه أنّه خرج بتجارة عظيمة يريد الشام، فجعل يمرّ بأشراف العرب، فيحمل لهم التجارات مجاناً، ولا يلزمهم مؤنة حتىٰ صار إلىٰ غزة فتوفي فيها 2.
كما كان هاشم يخرج مالاً كثيراً، ويأمر بحياض من أدم فتُجعل في موضع زمزم، ثم يسقىٰ فيها من الآبار التي بمكة، فيشرب منها الحاج، وكان يطعمهم بمكة ومنىٰ وعرفة وجُمح، وكان يثرد لهم الخبز واللحم والسمن والسويق، ويحمل لهم المياه حتىٰ يتفرق الناس إلىٰ بلادهم فسمي هاشماً 3.
وكان يخطب الناس ويحثهم علىٰ إكرام ضيوف اللّٰه فيقول : «يا معشر قريش إنكم جيران اللّٰه وأهل بيته فهم أضياف اللّٰه، وأحق الضيف بالكرامة ضيفه، ثم حفظ منكم أفضل ما حفظ جار من جاره. فأكرموا ضيفه وزواره فإنهم يأتون شعثاً غبراً من كلّ بلد علىٰ ضوامر كالقداح وقد أعيوا ونفلوا وقملوا وارملوا فأقروهم وأغنوهم» ، فكانت قريش ترافد علىٰ ذلك 4.
صراع أمية وهاشم
ويبدو أنّ ما أصاب هاشماً من علو المكانه وسمو المجد أثار حسد أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وكان ذا مال فيتكلف أن يصنع صنيع هاشم فعجز منه، فشمت به ناس من قريش فغضب، ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة، فكره هاشم ذلك لسنه وقدره فلم ترعه قريش وأحفظوه، قال هاشم: فإني أنافرك علىٰ خمسين ناقة سود الحدق تنحرها ببطن مكة، والجلاء عن مكة عشر سنين، فرضي أمية بن عبد شمس بذلك، وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي وهو جدّ عمرو بن