134استعدا للهجرة مرّة اُخرى إلى المدينة بعد أن توفي أبو طالب عمّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وحاميه، فعادت بذلكَ قريش إلى اضطهاد المسلمين، فصدر أمر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بالهجرة إلى المدينة، فكان زوجها أبو سلمة أوّل المهاجرين حيث هاجر قبل بيعة العقبة بسنة، وقد حلّت مصيبة مؤلمة بهذه الاُسرة الكريمة.
تقول الرواية عن اُمّ سلمة:
قالت: لما أجمع أبو سلمة على الخروج الأوّل إلى المدينة رحّل لي بعيره، ثمّ حملني عليه وحمل معي ابني سلمة في حجري، ثمّ خرجَ يقود بي بعيره، فلما رأته رجال بني المغيرة. . قاموا إليه، فقالوا: هذه نفسكَ غلبتنا عليها، أرأيتَ صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد؟
قالت: فنزعوا خطام البعير من يده، فأخذوني منه، وغضب عند ذلك بنو عبد أسد، رهط أبي سلمة، قالوا: لا واللّٰه لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابني سلمة بينهم، حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو أسد، وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلقَ زوجي أبو سلمة إلى المدينة، ففرقَ بيني وبين زوجي وبين ابني. فكنتُ أخرج كلّ غداة فأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي، سنة أو قريباً منها، حتى مرّ بي رجل من بني عمّي أحد بني المغيرة، فرأىٰ مابي فرحمني، فقال لبني المغيرة: ألا تحرجون من هذهِ المسكينة، فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها؟ فقالوا لي: ألحقي بزوجك إن شئتِ، وردّ بنو عبد الأسد عند ذلك ابني.
فارتحلتُ بعيري، ثمّ أخذتُ ابني فوضعته في حجري، ثمّ خرجتُ اُريد زوجي بالمدينة، ومامعي أحد من خلق اللّٰه. . حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة [ وكان مشركاً ] أخا بني عبد الدار، فقال: إلى أين يابنت أبي اُميّة؟
قالت: فقلتُ: أريد زوجي بالمدينة.