201بأيديهم 1.
نقل ذلك سائد بكداش في كتابه وقال: يظهر من أثر سيدنا أنس المتقدّم عن «الموطّأ» أن أثر الأصابع وأخمص القدمين كان ظاهراً لتأمّله، لكن كاد أن ينمحي بسبب مسح الناس له 2.
وكأنّ النكير علىٰ هذا المسح كان بعد ذلك علىٰ عهد التابعين: فقد روى الطبري في تفسيره «جامع البيان» في تفسير قوله سبحانه: واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّىٰ عن قتادة قال: إنما أمروا أن يصلوا عنده ولم يؤمروا بمسحه، ولقد تكلّفت هذه الأمة شيئاً ممّا تكلّفته الأمم قبلها (؟ !) ولقد ذكرنا بعض من رأىٰ أثر عقبه وأصابعه فما زالت هذه الأمة يمسحونه حتىٰ اخلولق وانمحىٰ 3.
نقل هذا القول عن قتادة سائد بكداش في كتابه، وقد نقل قبله وبعده عن «مقام إبراهيم» للشيخ محمد طاهر الكردي المكي قال: ممّا هو جدير بالذكر والالتفات إليه: أن العرب في جاهليتها، مع عبادتهم الأحجار وبالأخص حجارة مكة والحرم، لم يُسمع عنهم أن أحداً منهم عبدَ الحجر الأسود أو المقام، مع عظيم احترامهم لهما ومحافظتهم عليهما. ولقد تأمّلنا في سرّ ذلك وسببه فظهر لنا: أن ذلك كان من عصمة اللّٰه تعالىٰ لهما، فإنهما لو عُبدا من دون اللّٰه في الجاهلية ثم جاء الإسلام بتعظيمهما باستلام الركن الأسود والصلاة خلف المقام، لقال المنافقون وأعداء الإسلام: إن الإسلام أقرّ احترام بعض الأصنام! وإنه لم يخلص من شائبة الشرك، ولتمسّك بعبادتهما من كان يعبدهما من قبل، فلهذا حفظ اللّٰه تعالىٰ هذين الحجرين الكريمين من أيام إبراهيم عليه السلام إلىٰ يومنا هذا وإلىٰ ما شاء اللّٰه 4.
فما هو وجه الشبه الذي أشار إليه قتادة بقوله: لقد تكلّفت هذه الأمة شيئاً ممّا تكلّفتْه الأمم قبلها؟ ! ما الذي تكلّفتْه أية أمة قبل الاسلام ممّا يُشبه استلام المقام؟ ! هذا وهو يقول: فما زالت هذه الأمة يمسحونه حتىٰ اخلولق وانمحىٰ أثر عقب إبراهيم وأصابعه، ولم يذكر أيّ نكير عليه من غيره، فلا أقل من دلالته علىٰ عدم