200علة تأخير عمر للمقام بما يلي:
قال: «وكان عمر رأىٰ أن إبقاءه يلزمه التضييق على الطائفين أو المصلين، فوضعه في مكان يرتفع به الحرج، وتهيّأ له ذلك. . . ولم تنكر الصحابة فعل عمر» 1.
وعلّق عليه يقول: وهذا يفيد أن موضع المقام الحالي هو اجتهاد من سيّدنا عمر بسبب زحمة الطائفين. ثمّ قال: وتعليل تأخير عمر للمقام بسبب زحمة الطائفين بعيد، فقد حجّ مع النبيّ صلى الله عليه و آله أكثر من مئة ألف صحابي، وهو عدد ضخم يجعل المقام قائماً بين الطائفين حتىٰ ولو طاف منهم العشر أو أقل بكثير، ومع هذا لم يؤخّر النبيّ المقام 2.
ولعله لهذا لم يذكر سعيد بن جبير ما قاله ابن حجر: ان عمر رأىٰ أن ابقاءه يستلزم التضييق على المصلين والطائفين فرفع الحرج برفعه، بل قال: لما كثر الناس خشي عمر بن الخطّاب أن يطؤوه بأقدامهم فأخرجه من موضعه إلىٰ حيث هو اليوم.
وما حكم استلام المقام؟
روى الأزرقي عن ابن عباس قال: لما نزل آدم عليه السلام نزل بين الركن والمقام، وفي تلك الليلة اُنزل إلىٰ جانبه الركن والمقام، فلمّا أصبح ورآهما عرفهما فضمّهما إليه 3.
وفيه عنه قال: إن الركن الأسود والمقام جوهرتان من جواهر الجنّة، ولولا ما مسّهما من أهل الشرك ما مسّهما ذو عاهة إلّاشفاه اللّٰه 4.
وفيه بسند صحيح قال: لو لا ما مسّهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب، وما مسّهما من ذي عاهة ولا سقيم إلّاشُفي 5.
ورووا عن أنس بن مالك الأنصاري أن مسح الناس لأثر قدمي إبراهيم عليه السلام في المقام كان جارياً علىٰ عهده بلا نكير ولا مانع ولا رادع: فقد نقل ابن حجر في «فتح الباري» عن «الموَطَّأ» لابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن أنس قال:
رأيت أصابع قدمي إبراهيم وأخمصيهما في المقام، غير أنه أذهبه مسح الناس