95المشعر الحرام.
وأرض المشعر - هذه المنطقة الجبليّة الوعرة، بخلاف أرض عرفات - شاهدة على الآلاف والآلاف من الحجّاج الذين ينتشرون في أرجائها، فرادى، وجماعات من الثلاثة والأربعة، ليجمعوا الأحجار لمعركة الغد.
وتذكّر أنّك لن تكون جديراً بدخول المعركة إلّابالوقوف في عرفات والمشعر، وتهذيب نفسك، والظفر بشخصيتك المعنويّة الجديدة.
منىٰ:
أرض الآمال، أرض معركة إبراهيم المنتصرة، وفيها يُؤدّىٰ أكثر مناسك الحج صعوبة في زمان يزيد علىٰ كلّ مدّة الحجّ، مع أنّ ما يؤدّىٰ فيها هو من أقصر الفروض، منىٰ أرض الصراع ضدّ الشيطان، وأرض القرابين، والتقصير، ووصل اللّيل بالنهار علىٰ حال من الخوف والرجاء، بذهنيّة ومعنويّات المجاهد الصامد الذي يدأب في ثلاثة أيام متوالية علىٰ إسناد المعركة وتغذيتها والاستمرار فيها حتّى الوصول إلى النصر المحتّم على العدوّ، ويواصل هذا الجهاد مشفوعاً بالنشاط والأمل والاجتهاد واليقظة.
في هذا المكان يحلّ للحاجّ - بعد التقصير - كثير من المحرّمات، على التفصيل المذكور في كتب الفقه، ويعود الحاجّ - بعد نحر أُضحيته - إلىٰ ما اعتاده من اللّباس، ليكون مستعدّاً لوصال الحبيب، والدخول إلىٰ حريم المعبود، والطواف ببيت اللّٰه، والسعي بين الصفا والمروة.
في منىٰ يقترن الجهاد أطراف النهار بالتدبّر آناءَ اللّيل، ويكون كل منهما مكمّلاً للآخر.
ويتوافد كثير من الحجّاج - بعد النحر - إلىٰ مكّة؛ ليؤدّوا الطواف والسعي، ثمّ يعودوا أدراجهم إلىٰ منىٰ، ويمكنك أن تقضي ثلاثة أيّام بليلتيها في منىٰ، ثمّ تتوجّه عصرَ اليوم الثاني عشر إلىٰ مكّة لإتمام المناسك