34إحدى الوسائل الحديثة، لحفظه وتعبئته في علب تدرأ عنه الفساد، ثم صرفه للمستحقّين، يجب الذبح أيضاً في منى ثم النقل الىٰ خارجها.
3 - إذ استعصت الحالتان السابقتان بحيث لم يبق أمامنا إلّا الإتلاف أو الإحراق، فيجب ترك الذبح في منى، وعزل قيمة الهدي على الاحتياط اللازم، والإتيان بسائر المناسك، ثم الذبح في الوطن أو محل آخر بعد الرجوع، والأولىٰ في صورة الإمكان، التنسيق والاتفاق مع بعض الأهل والأصدقاء للذبح يوم الأضحىٰ في الوطن، والتقصير بعده (لكن هذا ليس بواجب لأنّه يوجب العسر والحرج علىٰ كثير من الحجاج) .
والدليل علىٰ ذلك أمور ثلاثة:
الأمر الأول: عدم الإطلاق في روايات الأضحية
لا إشكال في أن مسألة الأضحية بشكلها الفعلي في يومنا هذا من المسائل المستحدثة، التي لا سابق لها في عصر النبي صلى الله عليه و آله والأئمة عليهم السلام وذلك لقلّة عدد الحجاج يومذاك، وكثرة المستحقين بحيث كانت اللحوم تصرف جميعها في أيّام الحج. ولعلّ بداية الوضع الفعلي قد حصلت في القرن الأخير؛ ولذلك يخبر المعمّرون أنّ لحوم الأضاحي كانت تصرف بسرعة في منى وخارجها. وبهذا يظهر أن وجه عدم طرح هذه المسألة في كتب الفقهاء السابقين، إنّما هو عدم ابتلائهم بها.
والمستفاد من الروايات أيضاً صرف لحوم الأضاحي بتمامها في عصر النبي صلى الله عليه و آله في الأيام الأولىٰ بعد الذبح، بحيث نهى عن ادّخارها أكثر من ثلاثة أيّام؛ وذلك لكثرة المستحقين في ذلك العصر:
منها: ما رواه محمّد بن مسلم عن الباقر عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه و آله نهىٰ أن تحبس لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام من أجل الحاجة، فأمّا اليوم فلا