118شيئاً عن القبر المطهر، ويقول: إنه توجد بقربه قبور أبي بكر وعثمان (كذا) وفاطمة 1.
وينتهز «قارتيما» الفرصة لإيراد بعض القصص المسيحية، وتسنح له الفرصة لتصحيح الاعتقاد الشائع في اوروپا من أن جثمان النبي صلى الله عليه و آله معلّق في الفضاء في البيت الحرام بمكّة، فيقول: «أمّا بخصوص هذه الأخبار فأنا أخالفها تماماً، وأؤكّد أن هذا ليس صحيحاً، وليس به أي مظهر من مظاهر الصدق والحقيقة» .
ولكنّه سرعان ما يعود إلىٰ تحامله، حين يبدي تبرّمه من المناظر القذرة، والحلي التافهة الكاذبة التي تُعرض في الأسواق، ومن الغش والرياء والنفاق في دين محمد صلى الله عليه و آله! ! 2الحجّ: مناسك. . وانطباعات
يبدأ «قارتيما» بوصف مكّة. إذ يذكر في الفصل الذي يتطرّق فيه إلىٰ تشييدها وانشائها أنها مدينة جميلة تكتظ بالسكان؛ لأنّها تحتوي علىٰ ستة آلاف أسرة.
ودورها حسنة للغاية، مثل دور الايطاليين، علىٰ حد تعبيره، وهناك بعض الدور تقدر قيمة الواحدة منها بثلاثة أو أربعة آلاف دوكات. ويذكر كذلك أن مكّة لم تكن مسوّرة؛ لأن أسوارها هي الجبال الطبيعية التي تحيط بها، ولها أربعة مداخل.
وحينما وصل الحج الشامي كان الموكب المصري قد وصل إلىٰ مكّة، ولذلك يذكر «قارتيما» بالمناسبة أن هذا الموكب كان فيه حوالى أربعة وستين ألف جمل، وله مئة مملوك للحراسة. ويقول بطريقته التهكّمية، التي تدلّ علىٰ تعصّبه ضد الإسلام: إن اللّٰه سبحانه وتعالىٰ أنزل لعنته علىٰ هذه المدينة، فجعلها جرداء قاحلة لا تنتج أي شيء من العشب والأشجار، ولا أي شيء آخر، وإنّما كانت تستورد معظم أطعمتها وحاجياتها من القاهرة عن طريق البحر الأحمر. وقد اندهش «قارتيما» من كثرة الحجاج الهائلة وتعدد جنسياتهم وقومياتهم، بحيث يقول: إنه لم يجد