63يدخل مكّة من الطريق المعروف بينها وبين جدّة - مثلاً - ويحرم من أدنىٰ الحلّ - الحديبيّة أو التنعيم أو الجُعرانة - ويدخل مكّة ويفعل أفعال العمرة المفردة، وبذلك قد استفاضت الروايات 1الصحيحة عن أئمّتنا سلام اللّٰه عليهم أجمعين، وبه أفتىٰ غيرُ واحدٍ من الأصحاب.
[الخاتمة]
يستحبّ مؤكّداً بعد تمام أفعال الحجّ الوفادة لزيارة الرسول وخلفائه والزهراء وأئمّة البقيع صلوات اللّٰه عليهم أجمعين، وبذلك أخبارٌ صحيحة 2كثيرة عن النبيّ وخلفائه صلوات اللّٰه عليهم. ومَن تأمّل في معنى العبادات وفطن مراد الشارع الحكيم منها علم أنّ من تمام الحجّ زيارتهم والاستشفاع بهم إلى اللّٰه تعالىٰ في قبول الأعمال، وبهذا المعنىٰ أحاديث صحيحة 3عن أئمّتنا صلوات اللّٰه عليهم؛ إذ تعظيم تلك الشعائر إنّما شرّع بتعظيمهم، وجميع ما عَلِمهُ المكلّفون ممّا يجب عليهم فيها من الأقوال والأفعال فهو بتعليمهم، فهم أهل البيت وعُمّار الحرم وقادةُ الأمم، فمَنْ عظّم حرمة البيت كما شرع اللّٰه فقد عظمهم، ومَن لم يفعل ذلك لم يقبل اللّٰه منه عملاً؛ لأنّه قد عبده من غير الوجه الذي قد شرع، ومَن كان كذلك فهو من الكافرين. وفي الحديث - ما معناه - إنّما أمر النّاس أن يطوفوا بهذه الأحجار، ثمّيأتوننا 4ويعرضون 5علينا نصرتهم 6. وبمعناه أحاديث كثيرة.
هذا ما اقتضاه الحال، ومَن أراد بيان المستحبّات فعليه بالمطوّلات، وصلّىٰ اللّٰه علىٰ محمّدٍ وآله وصحبه الطاهرين وسلّم كثيراً.
وورد في آخر نسخة ب:
[تمّ المنسك المختصر اللطيف، علىٰ يد القنّ الضعيف فقير ربّه الغنيّ