270الأهلية من الناحية الغربية. وهي الآن مسوّرة من جهاتها الأربع، ولا يمكن رؤيتها إلّابالصعود علىٰ جدار سورها.
وهذه البئر مَعْلَم أثري قديم، وهي لسعد بن خيثمة، الذي كان النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم يبيت أيّامه في منزله في قباء قبل أن ينتقل إلى المدينة 1.
جاء في تاريخ معالم المدينة 2الآتي (قال المطري: وكانت هذه البئر قد خربت فجددت سنة 700 ه وهي كثيرة الماء وعرضها عشرة أذرع وطولها يزيد علىٰ ذلك، وماؤها تغلب عليه الخضرة وهو طيّب عذب، وقد خربت بعد ما اشتراها وما حولها الخواجة حسين بن الشهاب أحمد القاواني، وحوّط عليها حديقة وعمّرها، وجعل لها درجة ينزل إليها من داخل الحديقة وخارجها، وأنشأ بجانبها مسجداً عام 882 هجري) 3.
أمّا الآن فهي جافّة من الماء، وقيل: إنّ مَن اغتسل من مائها ثلاثة أيّام ذهبت حُمّته، وقد جرّب ذلك مَن لازمته الحمّىٰ فترة طويلة أو متقطعة، فبرئ منها، وقيل: 4إنّ في مائها مادة معدنية تداوي مغص المعدة وآلامها.
وقد توهمّ الأُستاذ عبيد اللّٰه كردي محقّق كتاب تاريخ معالم المدينة المنوّرة 5بقوله: (وموقعها الآن أمام معهد دار الهجرة، يفصل بينها وبين المعهد الشارع، كما أنّ بئر غريس بالتصغير تلاصق المعهد من الناحية الغربية) .
والصواب كما سألت بعض أهل المحلّة، وكذلك التقيت بالفلّاح الكبير السن الذي يعمل في المزرعة التي فيها هذه البئر، فأخبروني بأنّ هذه البئر المجاورة للمعهد هي المأثورة عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، وهي المجرّب ماؤها في شفاء بعض الأمراض، ولكن يسمّيها بعض الناس بئر غُرس، ويطلق عليها البعض الآخر بئر غريس.
وقد دعا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بدلوٍ من مائها فتوضّأ منه، ثمّ سكب بقية وضوئه