258يذبحونها، ودخلوا علىٰ أبي سعيد الخدري، فقال لهم أنا صاحب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم فقال له جنود الشام: مازلنا نسمع عنك، ولكن أخرج الينا ماعندك، فلما لم يجدوا عنده شيئاً نتفوا لحيته وضربوه، ثم أخذوا ماوجدوه من مواد عينية لاقيمة لها، وأرسلت سعدىٰ بنت عوف المرّي الىٰ مسلم بن عقبة المرّي تطلب منه عدم التعرض لابلها باعتبارها ابنة عمٍّ له، فقال:
(لاتبدأوا إلّابها) ، واستمر جيش الشام بالنهب والسلب ثلاثة أيام فما تركوا مالاً أو ممتلكات عينية إلّا أخذوها 1.
رابعاً: انتهاك المقدسات
لم يرع جيش الشام أي حرمة للمقدسات الإسلامية فكان همّه ارضاء يزيد بن معاوية بأي اسلوب كان، وكانت طاعته مقدمة علىٰ كل شيء، فكان الجيش يخاطب بقايا المهاجرين والأنصار (يايهود) 2.
وسمّىٰ ابن عقبة المدينة (نتنة وقد سمّاها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم طيّبة) 3.
وعطّلت الشعائر الإسلامية ثلاثة أيام، قال أبو سعيد الخدري: (فواللّٰه ما سمعنا الأذان بالمدينة. . . ثلاثة أيام إلّامن قبر النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم) 4.
وحينما وصلت الأخبار الىٰ يزيد وفي رواية حينما ألقيت الرؤوس بين يديه جعل يتمثل بقول ابن الزبعري:
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا
وسبق ليزيد أن تمثل بهذه الأبيات حينما وصل اليه رأس الإمام الحسين عليه السلام.
وهكذا كانت الواقعة تعبيراً عن الحقد الذي يكنّه الأمويون للأنصار منذ واقعة بدر، والذي ظهر في توجيهات يزيد لابن عقبة قبل الواقعة: ( فإذا قدمت