89بالدال، وهو غلط - وهم أخوة عاد بن عوص بن ارم، وكان أخرجهم العماليق، وهم من ولد عمليق بن لاوذ بن ارم من يثرب، فجاءهم سيل الجحاف، فسميت جحفة، قال ابن دريد: هكذا ذكره ابن الكلبي» .
والعمالقة - كما يعرّفهم القلقشندي 1: «قبيلة من العرب العاربة والبائدة، وهم بنو عمليق - ويقال عملاق - بن لاوذ بن أرم بن سام بن نوح عليه السلام، وهم أمّة عظيمة يضرب بهم المثل في الطول والجثمان، قال الطبري: وتفرقت منهم أمم في البلاد، فكان منهم أهل المشرق، وأهل عُمان والبحرين والحجاز، وكان منهم ملوك العراق والجزيرة وجبابرة الشام وفراعنة مصر» .
أما بنو عَبيل فذكرهم القلقشندي 2عن ابن الكلبي بالدال، فقال: «بنو عبيد: قبيلة من العرب البائدة، قال ابن الكلبي: وهم بنو عبيد بن أرم بن سام بن نوح - عليه السلام - وقيل: عبيد بن صداد (شداد) بن عاد بن عوص بن سام، قال في العبر: وكانت منازلهم بالجحفة بين مكة والمدينة، وهو ميقات الإحرام لأهل مصر، فهلكوا بالسيل، ويقال: إن الجحفة بين مكة والمدينة، وإنما سميت الجحفة؛ لأن السيل أجحف بها وخربها.
قال المسعودي: ومنهم الذي اختط مدينة يثرب، وهو يثرب بن باسة بن مهلهل بن أرم بن عبيل، والذي ذكره السهيلي: أن الذي اختط مدينة يثرب هو ابن عبيل هذا» .
ويبدو أن الجحفة بقيت عامرة بعد سيل الجحاف حتى القرن الخامس الهجري، فقد ذكر البكري البلداني المتوفى سنة 487 ه الجحفة في كتابه (معجم ما استعجم 1/367) وعرّفها بقوله: «وهي قرية جامعة لها منبر» . ووصفها بأن في أولها - أي من جهة المدينة - مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم بموضع يقال له (عزور) ، وفي آخرها - أي من جهة مكة - عند العلمين مسجد الأئمة.