35مرة واحدة في العمر. . .
الجمال في حياة المؤمن وفي العبادة وفريضة الحج خاصة، له أهمية كبرىٰ ويشكل مضموناً فكرياً لصياغة النظرية الفنية في الإسلام. . . ولهذا فإن المنبع الذي يرفد الجمال بالواقعية ويسدّد حياة المؤمن وعباداته بالأثر الطيب هو الإيمان. . لكونه الطاقة العظمى التي توازن بين طرفي الانتماء بالمطلق من جهة، وبالواقع العملي والموضوعي من جهة أخرىٰ.
فيكون عندنا أن المناسك في الحج تقوم بعملية ربط منظم ومرتّب ومحدّد ببرنامج زماني ومكاني بين طرفي الطاقة الإيمانية. . فتصبح وظيفة المناسك في الحجّ وظيفة نوعية تنفتح على الساحات بقدر علاقتها مع طرفي الإيمان، المطلق والواقع. . .
وعليه فإن الوظيفة في المناسك حين تقع صريحة لا تؤرخ وتضبط لنا الفراغ اليقيني أو تشتبك مع الاشتغال اليقيني فقط بل هي أوسع وأشمل من هذا وذاك وهذا هو الفرق بين الوظيفة في الحج و الوظيفة في الأعمال الصالحة والواجبة الأخرىٰ. . .
إذاً وظيفة الحجّ تبقىٰ بعد الإتيان الصحيح بها مقلعاً للخيال والجمال، وتدعو المؤمن الموّحد أن يوّحد بين مشاهد. . مشاهد حياته والمجتمع ومشاهد الحجّ. . . وبالرغم من أن العبادات تشترك في هذا الهدف السامي إلّاأن وظيفة الحج ومن موقع الإشباع والتسلل والتنقل بين مختلف الأشكال والأشياء والنسبيات توحي بفعالية أقوىٰ علىٰ رسم الصورة في ميدان حياة الفرد والأمة.
إن مفهوم « كنتم خير أُمة أُخرجت للناس. . .» 1له علاقة عضوية موضوعية مع التجمع الإسلامي الهادف في الحجّ. . ويتفرع من مفهوم ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وهما أقوىٰ مصاديق الجمال والامتداد غير