259عبداللّٰه» فيقول: وليس ذلك بصحيح، فإن عبيد اللّٰه كان عامل علي عليه السلام على اليمن، ولم ينقل عنه أنه أخذ مالاً، ولا فارق طاعة ثم يردف ابن أبي الحديد قوله هذا:
«وقد أشكل عليّ أمرُ هذا الكتاب، فإن أنا كذبت النقل وقلت: هذا كلام موضوع علىٰ أمير المؤمنين عليه السلام، خالفتُ الرواة، فإنهم قد أطبقوا علىٰ رواية هذا الكلام عنه، وقد ذكر في أكثر كتب السير، وإن صرفته الىٰ عبد اللّٰه بن عباس صدّني عنه ما أعلمه من ملازمته لطاعة أمير المؤمنين عليه السلام في حياته وبعد وفاته.
وإن صرفته الىٰ غيره لم أعلم إلىٰ من أصرفه من أهل أمير المؤمنين عليه السلام؟ والكلام يشعر بأن الرجل المخاطب من أهله وبني عمّه» لهذا نرىٰ ابن أبي الحديد متوقفاً في هذا بقوله «فأنا في هذا الموضع من المتوقفين» .
فانكارها - حقاً - أمر صعب «والحقيقة أن إنكار هذه القصة من الأساس واعتبارها مختلقة موضوعة كما يذهب الىٰ ذلك منكروها وهم القلة في المؤرخين. . أمر تأباه طبيعة البحث الموضوعي؛ لأن هذه القضايا الكبرىٰ في التأريخ والتي يكثر الحديث فيها لا تكون بغير منشإ انتزاع غالباً» 1.
كما أن الايمان بها بهذه السعة التي تستند الىٰ رواية الطبري والىٰ من سار علىٰ ضوئها أمثال ابن الأثير وابن خلدون وابن كثير وصاحب العقد وطه حسين وغيرهم، أمر كما يقول السيد الحكيم لا يمكن الاطمئنان اليه. . .) فابن عباس «الشخصية الفذة، الذي قام بدور رئيس في تأييد الإمام علي عليه السلام. . سواء في حياة الإمام عليه السلام أو تأييد حق علي، وحق أهل بيته بعد وفاته. .
والرجل. . الذي اشتهر بصراحته المثيرة ومواقفه الجريئة. . والإنسان الذي كان - ومايزال - يتمتع بالاحترام والتقدير، وله شهرة علمية وأدبية واسعة والتي لم تكن لتكون له لو لم يكن يتمتع بالمؤهلات الحقيقية والنادرة، التي رسخت بمعطياتها هذه الشهرة الواسعة، وجسدت المثال الحي للشخصية التي تستحق كل