254من اللّٰه فهو مباعدك من النار، وما باعدك من اللّٰه فهو مقربك من النار، واذكر اللّٰه كثيراً ولا تكن من الغافلين» 1كان هذا في سنة 36 ه 2.
في سنة 40 ه بدأ أهم حدث في تاريخ هذا الرجل، وبالذات في تاريخ علاقته بالإمام علي عليه السلام فيما يتعلق ببيت مال البصرة وتجاوزه عليه كما زعم. فقد اضطربت أقوال المؤرخين وآراؤهم في هذه المسألة اضطراباً عجيباً، وحقاً ما قاله السيد محمد تقي الحكيم في دراسته حياة ابن عباس حيث يقول 3:
«والحقّ أن هذه القصة من أكثر ما قرأت - وأنا أؤرخ لهذه الفترة من حياة ابن عباس في كتابي عنه - غموضاً في فصولها فقد اختلف فيها المؤرخون علىٰ أقوال لا التقاء بين ما تباعد من أطرافها، فبعضها ينفي هذه القصة نفياً باتاً ويعتبرها اسطورة من الأساطير وعلىٰ رأس هؤلاء عمرو بن عبيد الزاهد المعروف، وبعضهم يثبتها، والمثبتون أنفسهم يختلفون، ويدخل إلىٰ أقوالهم التناقض في أكثر من مجال، فبعضهم يتبنىٰ إثباتها بأفظع صورها فيغالي في كثرة ما أخذ من المال، ثم في اللهجة التي راسل بها الإمام، وفي الفتنة التي ألحقها وهو خارج بأموال بيت المال من البصرة وهارب بها إلى الحجاز، وعلىٰ رأس هؤلاء من المتأخرين الدكتور طه حسين في كتابه (علي وبنوه) معتمداً مارواه الطبري وابن عبد ربه وأمثالهما من قدماء المؤرخين. بينما يتبنىٰ فريق تقليل ما أخذ من المال وإبقاءه في البصرة بعد إرجاع المال والياً من قبل الإمام» .
أما وجهة نظر النافين فقد عبر عنها عمرو بن عبيد وهو يرد علىٰ من ينسب له ذلك: «لا. كيف تقول هذا وابن عباس لم يفارق علياً حتىٰ قتل وشهد صلح الحسن. . وأي مال يجتمع في بيت مال البصرة مع حاجة علي إلى الأموال وهو يفرغ بيت مال الكوفة في كل خمس ويرشه. وقالوا: إنه كان يقيل فيه فكيف يترك المال يجتمع بالبصرة هذا باطل» 4