247من آراء. يراجع ما يسمعه مرات قبل أن ينقله، لهذا فقد أتّسم عمله العلمي بالدقة والحرص، وكان يبذل قصارىٰ جهده لطلب العلم والحقيقة، ويسعىٰ بكل تواضع بين الصحابة يسأل ويتحقق حتىٰ يتأكد من أيرواية يريد نقلها عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم لئلا ينقل حديثاً موضوعاً أو مكذوباً علىٰ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم. حتىٰ ورد عنه: إن كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم.
إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتي إليه وهو قائل في الظهيرة، فأتوسد ردائي علىٰ بابه، يسفي الريح عليّ من التراب، حتىٰ ينتهي من مقيله، ويخرج فيراني، فيقول يا ابن عمّ رسول اللّٰه ما جاء بك؟ هلّا أرسلتَ إليّ فآتيك. . ؟
فأقول، أنت أحقّ بأن أسعى إليك، فأسأله عن الحديث وأتعلم منه! .
ابن عباس مفسراً:
يُعد ابن عباس من كبار المفسّرين، بل هو الثاني بعد علي عليه السلام فقد قال ابن عطية «وكان جلّة من السلف كثير عددهم يفسّرون القرآن، وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي اللّٰه عنه، فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعليّ بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه، ويتلوه عبد اللّٰه بن عباس وهو تجرّد للأمر وكمّله، وتبعه العلماء عليه. . . 1.
قال ابن عباس: ما أخذت من تفسير القرآن فمن علي بن أبي طالب. وكان عليّ رضي اللّٰه عنه يثني على تفسير ابن عباس ويحضّ على الأخذ منه، وكان. . .
يقول: نِعم تَرجُمان القرآن عبد اللّٰه بن عباس. وقال عنه عليّ رضي اللّٰه عنه: «ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من سترٍ رقيق» . . ويتلوه عبد اللّٰه بن مسعود. . . 2هذا ما ذكره القرطبي، وأما ما ذكره السيوطي 3عن ابن عباس:
وأما ابن عباس فهو ترجمان القرآن الذي دعا له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: «اللهم فقّهه