246اللّٰه ابن العاص، ما أغراه بك يا ابنَ عباس، أجبه. .»
فكتب ابن عباس (. . . وهذه الحرب ليس فيها معاوية كعلي، ابتدأها عليٌّ بالحق وانتهىٰ فيها الى العذر، وبدأها معاوية بالبغي وانتهىٰ فيها الى السرف، وليس أهل العراق فيها كأهل الشام. بايع أهل العراق علياً وهو خير منهم، وبايع معاوية أهل الشام وهم خير منه. ولست أنا وأنت فيها بسواء أردتُ اللّٰه وأردتَ أنت مصر. . . فإن ترد شرّاً لا نسبقك به، وإن ترد خيراً لاتسبقنا إليه) 1.
ومن شعره الذي ردّ فيه علىٰ ابن العاص حين خدع أبا موسىٰ الأشعري في قصة التحكيم:
كذبت ولكن مثلك اليوم فاسقٌ
إن أعمال الرجل ومواقفه وخطبه وكتبه وأشعاره، التي تجلّى فيها ولاؤه المخلص والصادق للإمام علي عليه السلام بقدر ما جعلته أقرب الناس الىٰ علي وآثرهم عنده، جعلته عرضة للإتهام والطعن لا لشيء إلا بسبب تلك المواقف وذلك الولاء الذي شهد به الأعداء فضلاً عن الأصدقاء، ولاء متين ثابت نابع من (علي مع الحق والحق مع علي) . فهو إذن وليد العقيدة الحقّة.
دقته العلمية:
لقد كان ابن عباس دقيقاً فيما ينقل عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وفيما يقول ويطرح