238قال فيه ابن عمر: لقد أوتي ابن عباس علماً صدقاً.
عن عطاء: مارأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس وأكثر فقهاً، وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من وادٍ واسع.
وعن مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجهل الناس؛ فإذا نطق قلت: أفصح الناس، فإذا تحدث قلت: أعلم الناس. 1من أقواله في نفسه:
عن عبداللّٰه بن بريدة، قال: شتم رجل ابن عباس، فقال: إنك لتشتمني وفيّ ثلاث: إني لأسمع بالحاكم من حكّام المسلمين يعدل في حكمه فأحبه، ولعلّي لا أقاضي عليه أبداً. وإني لأسمع بالغيث يصيب البلاد من بلدان المسلمين فأفرح به ومالي به سائمة ولا راعية. وإني لآتي علىٰ آيةٍ من كتاب اللّٰه تعالىٰ فوددتُ أن المسلمين كلهم يعلمون منها مثل ما أعلم 2.
من حكمه وأقواله:
- مفهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا.
- ذَلَلتُ طالباً فعززت مطلوباً.
- ومن أقواله الدقيقة والجميلة في الغوغاء، . . والغوغاء: الدّبا وهي صغار الجراد، وشُبِّه به سوادُ الناس. قال فيهم بعد أن ذُكر الغوغاء عنده: ما اجتمعوا قط إلا ضرُّوا، ولا افترقوا إلا نفعوا. قيل له: قد علمنا ما ضرّ اجتماعهم، فما نفع افتراقهم؟ قال: يذهب الحجّام إلىٰ دكانه، والحدّاد إلىٰ أكياره، وكل صانع إلىٰ صناعته.