237وفرة يخضب بالحنّاء. هذا ما وصفه به ابن مندة. أما ما قاله أبو إسحاق:
رأيتُ ابن عباس رجلاً جسيماً قد شاب مقدم رأسه وله جُمّة 1. وكان إذا قعد أخذ مقعد الرجلين، وكان يخضب بالسواد، ويسمى الحبر والبحر لكثرة علمه وحدّة فهمه 2.
من دعاء رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم له:
- اللهم أعطه الحكمة وعلّمه التأويل.
- اللهم فقّه في الدين وعلّمه التأويل.
ومما قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم له: «يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك اللّٰه بهن؟ احفظ اللّٰه يحفظك، احفظ اللّٰه تجده أمامك، تعرف الى اللّٰه في الرخاء يعرفك في الشدّة، إذاسألت فاسأل اللّٰه، وإذا استعنت فاستعن باللّٰه، فقد جفّ القلم بما هو كائن إلىٰ يوم القيامة، ولو اجتمع الخلق علىٰ أن يعطوك شيئاً لم يكتبه اللّٰه عزّ وجلّ لك لم يقدروا عليه، وعلىٰ أن يمنعوك شيئاً كتبه اللّٰه عزّ وجلّ لك لم يقدروا عليه، فاعمل للّٰهتعالىٰ بالرضا في اليقين، واعلم أن في الصبر علىٰ ما تكره خيراً كثيراً، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً» 3.
قالوا فيه:
قال الإمام علي عليه السلام فيه: إنه لينظر الى الغيب من ستر رقيق لعقله وفطنته.
خطب ابن عباس وهو على الموسم، فجعل يقرأ ويفسّر، فقال رجل: لو سمعت فارس والروم لأسلمت. وعندما قرأ ابن عباس سورة النور وجعل يفسرها قال فيه الخليفة الثاني عمر: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت. ذاكم فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول.