186أن الماء يعدّ أحد المتطلبات الأساسية للناس في عرفات، قام البعض بإحداث الأحواض والحمامات بالقرب من جبل الرحمة؛ ليستفيد منها الحجاج اثناء وقوفهم في عرفات. وبهذا الصدد ذكر المؤرخون ما يلي:
كان أهل مكة فيما سلف يشربون من الآبار التي بداخل البلدة وخارجها، فلما كانت خلافة معاوية أجرىٰ إلىٰ مكة عيوناً عشرة في قنوات عملها لذلك؛ ولما حجّ عبد اللّٰه بن عامر جمع العيون وصرفها في عين واحدة في ميدان (صحراء) عرفة عرفت بعين عرفة. وقد كان خلفاء بني العباس والحكام المقتدرون يجرون الماء من عين عرفة الىٰ مكة عن طريق مجارِ متعددة، وحدث أن تخربت عين عرفة أثناء خلافة المتوكل العباسي، فأرسل الخليفة مائة الف دينار الىٰ مكة لتعميرها واجراء ماء عين عرفات إليها، وفي عام 241 ه حصل زلزال غارت منها العيون فتخربت عين عرفات فيها، ولكن ليس من المعلوم تأريخ إعادة تعميرها، وفي حدود عام 500 ه أعيد تعمير العين المذكورة على إثر تخريبها، وقد وجدت في لوحة بجبل الرحمة على يمين الصاعد اليه كتابة تشير الى الذين قاموا بإصلاح عين عرفات وبقية مجاري مياه مكة، وقد جاء في هذه اللوحة:
«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم. . . وصلى اللّٰه على سيدنا محمد. . . وعلى إمام اللّٰه ظل مولانا الإمام الناصر لدين اللّٰه أمير المؤمنين أعزّ اللّٰه أنصاره؛ أمر الإمام الاصفهتيلار الكبير نصير الدين بن زين الدين صاحب اربل - ولم أعرف ما بعد ذلك - سنة 500 ه لأبي جعفر المنصور المستنصر باللّٰه أمير المؤمنين أعزّ اللّٰه تعالى ببقائه الإسلام» .
ووجدت لوحة أخرىٰ تدل على عمارة لأبي العباس أحمد الناصر لدين اللّٰه أمير المؤمنين سنة 584 ه ونصّها: «بسم اللّٰه الرحمن الرحيم أمر سيدنا ومولانا الإمام الخليفة على كافة أهل الاسلام أبو العباس أحمد الناصر لدين اللّٰه أعزّ اللّٰه