241يقول وهب بن منبّه: إنني وجدت في التوراة كيفية طواف آدم عليه السلام ودعائه، وهو ما تقوم عليه سُنّة الطواف، وفضيلة الكعبة، وأن البيت المعمور كائن بحيال الكعبة. ووردت في الصفحات التالية وتحت عدّة عناوين مواضيع تتحدّث عن المكانة الأساسية للبيت المعمور (ص40-50) .
ومما يستلزم الدقّة في هذا المجال هي مجموعة النصوص المتعلّقة بالبيت المعمور، وما تنطوي عليه من تهافت واختلاف بشأنه. فبناء أو إعمار الكعبة كان بهمّة إبراهيم عليه السلام وهجرته إلىٰ هذه البقعة وإسكان إسماعيل وهاجر فيها، وموضوع الصفا والمروة هي من جملة المسائل التي يستعرضها في فصل آخر من فصول الكتاب (ص53-66) .
أمّا الموضوع الذي يلي ذلك فهو كيفية حجّ إبراهيم، الذي نادىٰ بالتوحيد وهو أول معلّم للحج، والصورة التي طرح فيها الحج، نوع الطواف الذي كان يؤدّية الأنبياء من بعده مع وصف لشعائر السعي بين الصفا والمروة، وحكم الصلاة فوق سطحالمقام وماإلىٰ ذلك (ص66-74) .
ثم يتحدّث من بعد ذلك عن مكانة الكعبة ضمن تفسير الآية الشريفة « إن أول بيت وضع للناس. . .» وشأن نزولها. ويشير إلىٰ حالة تلك الربوع، وشرف أرض الحرم وساكنيها والولاية علىٰ تلك المواطن، وعلىٰ مكّة والكعبة، ووصف كذلك زواج إسماعيل من إحدىٰ قبائل العرب آنذاك، وولاية أبنائه علىٰ تلك المناطق.
والسبب في تسمية البيت ب «العتيق» ومكّة ب «بكّة» (ص74-80) .
يذكر في فصل آخر من الكتاب أن الولاية على الكعبة ومكّة كانت بيد «جرهم» 1، ولكن العار والفساد قد لحق بهم لانتهاكهم حرمة تلك الديار (ص80-90) . ويصف من بعد ذاك ورود «خزاعة» 2وسكناهم أطراف مكّة وسيطرتهم علىٰ تلك الاصقاع واتّساع نفوذهم فيها (ص90-103) .