22البُخل والتبذير، فإنّ بذلَ الزادِ في طريق مكة إنفاقٌ في سبيل اللّٰه.
قال صلى الله عليه و آله و سلم: «الحجّ المبرور ليس له أجرٌ إلّاالجنة» ، فقيل: يا رسول اللّٰه ما برّ الحجّ؟ قال: «طيب الكلام، وإطعام الطعام» 1.
الرابع: ترك الرَفَثَ والفُسُوق والجدال، كما قال تعالىٰ: « فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ» 2.
والرفث: كلّ لغوٍ وفحشٍ من الكلام، ويدخل في ذلك محادثة النساء بشأن الجماع المحرّم، فإنّها تهيّج داعيته، وهي مقدّمة له، فتحرم، ومن لطف الشارع إقامة مظنّة الشيء مقام الشيء حسماً لمادّته.
والفسوق: الخروج عن طاعة اللّٰه.
والجدال: هو المماراة والخصومة الموجبة للضغائن والأحقاد وافتراق كلمة الخلق 3.
وكلّ ذلك ضدّ مقصود الشارع من الحجّ، وشغلٌ عن ذكر اللّٰه.
الخامس: 0ن يحج ماشياً مع القدرة ونشاط النفس، فإنّ ذلك أفضل وأدخل للنفس في الإذعان لعبودية اللّٰه.
وقال بعض العلماء: الركوب أفضل، لما فيه من مؤونة الإنفاق، ولأنّه أبعد من الملال، وأقلّ للأذىٰ، وأقرب إلى السلامة وأداء الحجّ.
وهذا التحقيق غير مخالف لما قلناه، والحقّ التفصيل، فيقال: مَن سهل عليه المشي فهو أفضل، فإن أضعف وأدّى إلىٰ سوء خلق وقصور عن العمل فالركوب أفضل، لأنّ المقصود توفّر القوىٰ علىٰ ذكر اللّٰه تعالىٰ، وعدم المشتغلات عنه.
السادس: أن يركب الزاملة، دون المحمل، لاشتماله على زيّ المترفين والمتكبرين، ولأنه أخفّ على البعير، اللهمّ إلّالعذرٍ.