153بالجماعة في تلك السنة؟ أكانت بالاستدارة، أم كانت تقام في جهة من الجهات الأربع للكعبة المشرّفة؟ .
ولأجل أن يتّضح المطلب للقارئ الكريم لابدّ من أن أشير إلىٰ جانب من تأريخ توسعة المسجد الحرام في صدر الإسلام والقرون اللاحقة له:
قال باسلامة المكي: كان المسجد الحرام منذ بنىٰ إبراهيم الخليل مع ابنه إسماعيل عليهما السلام الكعبة المعظمة إلىٰ أن آل أمر مكة المكرمة إلىٰ قصي بن كلاب الجدّ الخامس لنبيّنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم عبارة عن فسحة واسعة حول الكعبة المعظمة، لم يكن حول الكعبة المعظمة دور مشيدة، أو جدار محاطة بالمسجد الحرام، حيث كانت القبائل التي قطنت مكة من عمالقة، وجرهم، وخزاعة، وقريش، وغيرهم يسكنون شعاب مكة ويتركون ما حول الكعبة المعظمة احتراماً لها وتعظيماً لشأنها. . . فلمّا آل الأمر إلىٰ قصي واستولىٰ علىٰ مكة. . .
جمع قصي قومه بطون قريش وأمرهم أن يبنوا بمكة حول الكعبة المعظمة بيوتاً من جهاتها الأربع. . . فبنت قريش دورها حول الكعبة المعظمة وشرعت أبوابها إلىٰ نحو الكعبة المعظمة، وتركوا للطائفين مقدار مدار المطاف، وجعلوا بين كلّ دارين من دورهم مسلكاً شارعاً فيه باب يسلك منه إلى المطاف، وجعلوا بناء الدور مدوّرة ولم تكن مربعة الشكل، حتىٰ لا يكون بينها بين الكعبة المعظمة شبه في البناء من جهة التربيع 1.
وقال إبراهيم رفعت پاشا في كتابه مرآة الحرمين: ذكر الأزرقي والإمام أبو الحسن الماوردي وغيرهما أن المسجد الحرام من عهد النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم وأبي بكر ليس عليه جدار يحيط به، وكانت الدور محدقة به من كل جانب وبين الدور أزقة يدخل منها الناس، وكانت حدوده حدود المطاف الآن، وهوعلىٰ ذلكمن عهد إبراهيم عليه السلام 2.
وأنت أيها القارئ الكريم ترى أن الساحة كانت بمقدار حدّ المطاف