152أصحابه 1.
وقال الصادق عليه السلام: إذا صلّيت معهم غفر لك بعدد من خالفك 2.
ونقل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام قال:
اتقوا اللّٰه، ولا تحملوا الناس علىٰ أكتافهم، إن اللّٰه يقول في كتابه:
« وقولوا للناس حسناً» 3قال عليه السلام:
وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وصلّوا في مساجدهم. . . 4.
وبما أن صلاة الجماعة في المسجد الحرام تقام في يومنا هذا مستديرة ولا يتيسر لكل شخص أداء صلاة الجماعة خلف الإمام وكما هو المتعارف في المساجد الأخرى، لذلك رأينا أن نبحث هذا الموضوع تأريخياً وفقهياً لما فيه من الأهمية الكبيرة وحتى يطلع القارئ الكريم على ما ورد فيه.
الجماعة بالاستدارة من الناحية التأريخية:
بعد فتح مكة وقدوم المسلمين من المدينة مع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وعفو النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن أهل مكة بقوله: فإنّي أقول لكم كما قال أخي يوسف، لا تثريب عليكم اليوم يغفر اللّٰه لكم وهو أرحم الراحمين. . . فاذهبوا فأنتم الطلقاء 5.
خرج أهل مكة كأنما نشروا من القبور ودخلوا في الإسلام. وفي تلك الفترة من الزمان لم تكن ساحة المسجد الحرام واسعةً كما نرىٰ نحن الآن، بل كانت ضيّقة جدّاً. هذا من جهة، ومن جهة أخرىٰ كان عدد من قدم مكّة مع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم أكثر من عشرة آلاف نسمة، كما كان عدد أهل مكة في سنة الفتح أكثر من ألفين، فصار عدد القادمين والمقيمين أكثر من 12 ألف شخص.
هنا سؤالان:
1 - أكان المصلّىٰ في ذلك الزمان لهذا الجمع الغفير، نفس المسجد الحرام أو مكاناً آخر؟
2 - ماهي كيفية إقامة الصلاة