107وفي الصحاح: الحجر هو ما حواه الحطيم المدار بالكعبة شرّفها اللّٰه تعالى من جانب الشمال. وقال الأزهري: هو حطيم مكة، كأنه حجرة ما يلي المثعب من البيت. 1إذن، فهذهِ التسمية (الحِجر) ظهرت بعد وفاة هاجر ودفنها. وسمّى أيضاً ب (الحطيم) لأنه حُطِّم من الكعبة وفصل منها، وفيه ميزاب الكعبة، كما أن هناك مَن أطلق كلمة الحطيم الآن علىٰ الجدار المطيف بالحِجر، وبذلك قال ابن عباس، وقيل: إن الحطيم ما بين الحَجر الأسود ومقام إبراهيم وزمزم وحِجر إسماعيل، أي البقعة المحصورة بين الكعبة والحِجر غرباً والمقام وزمزم شرقاً، وهذا ما حكاه الأزرقي عن ابن جريج، وفي كتب الحنفية أن الحطيم المكان الذي فيه الميزاب، وذلك بالاشتقاق، لأن ذلك المكان حطم من الكعبة، وفصل منها، والأكثرون علىٰ القول الثاني 2.
والحِجر ما أطاف به الحطيم - الجدار - وقد ذكر الأزرقي: أن إبراهيم عليه السلام جعل الحِجر إلىٰ جنب البيت عريشاً من أراك يقتحمه العنز وكان زرباً لغنم إسماعيل 3.
فعن الحلبي: عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام قال: سألته عن الحجر؟ فقال: إنكم تسمّونه الحطيم، وإنما كان لغنم إسماعيل، وإنما دفن أمّه وكره أن يوطأ قبرها فحجر عليه 4، . . .
ثم تحولّ بعد ذلك إلىٰ مقبرة، فبعد وفاة إسماعيل وهو ابن ثلاثين ومائة سنة دفن فيه مع أمّه 5، وقد ذكر المحبُّ الطبري: أن البلاطة الخضراء التي بالحجر قبر إسماعيل 6.
كما دفنت فيه عذارى بنات إسماعيل، ودفن فيه جميع الأنبياء الذين جاءُوا حُجّاجاً فقبروا فيه.