77قوله عليه السلام:
فَقَالَ سُبْحَانَهُ: «
. . . وَللّٰهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ» 1.
استدلّ عليه السلام بهذه الآية علىٰ وجوب الحج، حيث قال عليه السلام: «فرض حجّه وأوجب حقّه وكتب عليكم وفادته» .
وقوله تعالى: « وللّٰه على الناس حجّ البيت» ، أي: حقّ للّٰهعلى الناس أن يحجّوا بيته.
وقوله تعالى: « من استطاع إليه سبيلاً» ، أي: تمكّن من المسير إليه بالزاد والراحلة والنفقة وما أشبه ذلك.
وقوله تعالى: « ومن كفر فإنّ اللّٰه غنيٌّ عن العالمين» ، فجعل من لم يحجّ وهو مستطيع كافراً، وأنه لا يضرّ اللّٰه، وإنّما يضرّ نفسه، لأنّ اللّٰه - سبحانه - غنيٌّ عن العالمين، والمراد بالكفر هنا إمّا مطلق الكفر، فتجري علىٰ مَن عرف وجوب الحجّ وهو مستطيع ولم يحجّ طغياناً أحكام الكفار؛ أو الكفر العملي لا مطلق الكفر.
فروي عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام أنّه قال: «من مات ولم يحج حجة الإسلام، لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق فيه الحج، أو سلطان يمنعه، فليمت يهودياً أو نصرانياً» 2.
وروي عن الإمام الكاظم عليه السلام حين سئل عن هذه الآية، وأن من لم يحجّ فقد كفر، فقال عليه السلام: «لا، ولكن مَن قال: ليس هذا هكذا فقد كفر» 3.
وقبل هذه الآية: « إنّ أول بيتٍ وضع للناس للّذي ببكّة مباركاً وهدًى للعالمين فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً» .