72قال: «نعم، وتصديقه في القرآن قول شعيب عليه السلام حين قال لموسى عليه السلام حيث تزوّج:
« علىٰ أن تأجرني ثماني حججٍ» 1، ولم يقل: ثماني سنين، وأنّ آدم ونوح عليهما السلام حجّا، وسليمان بن داود قد حجّ البيت بالجنّ والإنس والطير والريح، وحجّ موسى علىٰ جمل أحمر، يقول: لبيك لبيك، وأنّه كما قال اللّٰه: « إنّ أوّل بيتٍ وضع للناس للّذي ببكّة مباركاً وهدًى للعالمين» 2» 3.
وروي عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام: «مرّ موسى النبي عليه السلام بصفاح الروحاء علىٰ جمل. . . وهو يقول: لبيك يا كريم لبيك. قال: ومرّ يونس بن متّى بصفاح الروحاء وهو يقول: لبيك كشاف الكرب العظام لبيك. قال: ومرّ عيسى بن مريم بصفاح الروحاء وهو يقول: لبيك عبدك ابن أمتك. ومرّ محمّد صلى الله عليه و آله بصفاح الروحاء وهو يقول: لبيك ذا المعارج لبيك» 4.
وروي عن أبي جعفر عليه السلام: مرّ موسى بن عمران عليه السلام في سبعين نبياً علىٰ فجاج الروحاء. . . يقول: لبيك عبدك ابن عبديك» 5.
قوله عليه السلام:
وَتَشَبَّهُوا بِمَلَائِكَتِهِ الْمُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ.
«الملائكة المطيفين بالعرش» : هم الكروبيّون، وهم أشراف الملائكة وعظماؤهم.
والمطيف هاهنا: بمعنى الطائف، والمطيف أيضاً: الملمّ النازل بقومٍ، وطاف بالبيت طوفاً: أي دار حوله، وحقيقة أطاف: أنّ المطيف، هو الذي يطيف نفسه كأنه فزعها لذلك، فهو بكلّيته مشتغل به من أفعال القلوب وأفعال الجوارح.
والتشبّه بالملائكة من طريق الأفعال التي هي عبادة اللّٰه تعالى، والتنزّه عن الرفث والفسوق والجدال وقضاء الشهوات في الإحرام، فمن أعرض عن قضاء الشهوات وهو مقبل علىٰ عبادة اللّٰه تشبّه بالملائكة، فإنّ الملائكة يسبّحون الليل