263فصدّهم الرماة ثلاث مرّات.
وبعد احتدام القتال بين الجانبين أسفر عن قتل حملة لواء المشركين، وانكشفوا وتركوا متاعهم، فنزل أغلب الرماة ليشاركوا بقية المسلمين في أخذ الغنائم، ولم يبق منهم إلّارئيسهم وستة من أصحابه 1، وعند ذاك التفّ عليهم خالد بن الوليد في خيول المشركين، واستطاعوا قتلهم، وأخذوا مكانهم، ثم هجموا على المسلمين، فتألم قائد الرماة عبد اللّٰه بن جبير، وقال: «اللّهمّ إني أبرأ إليك ممّا فعل هؤلاء وما فعل هؤلاء» ، يعني المخالفين والمشركين 2.
وأصيب سيد الشهداء حمزة رضى الله عنه برمية وحشي 3في الركن الجنوبي الشرقي من هذا الجبل، ثم سقط شهيداً في جهته الشرقية، ودفن مع ابن أُخته عبد اللّٰه بن جحش في ذلك المكان، وبقيا كذلك حتىٰ سنة 46 ه، ثمّ نقلا إلى مكانهما الحالي بسبب سيل الماء الشديد الذي جرف قبريهما 4.
وقيل: إنّه تحركت يد حمزة - رضوان اللّٰه عليه - عن جرحه، فسال منه الدم، وكأنّ صاحبه حيٌّ لم يَمُت 5، ثم أُعيدت إلى مكانها فوقف ثوران الدم، فصدق اللّٰه - تعالى - بقوله: « ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل اللّٰه أمواتاً بل أحياء عند ربّهم يرزقون» 6.
وقد أُزيل الكثير من هذا الجبل، فقبل بضع سنين رأيت عليه بناءً عثمانياً من الحجر، لكنه هدم معظم هذا البناء، ولم يبق منه إلّاآثار قليلة، كما سوي سطحه، وصار الصعود إليه سهلاً.
والملاحظ علىٰ جبل أُحد أنّه شبيه بقلعة عسكرية محصّنة من جهاتها الثلاث الشمالية والشرقية والغربية، أما جبل الرماة فهو حماية للجيش الإسلامي من الجهة الجنوبية، فلما دخل جيش المشركين بين الجبلين سَهُل الانقضاض عليه، فلو التزم الرماة بأمر النبيّ ( صلى الله عليه و آله) لما استطاع الكفار الانتصار في هذه