226(3) رجال من الحرمين الشريفين
المقداد بن الأسود الكنديمحمد سليمان
إيمان، مواقف
كان أبي عمرو بن ثعلبة بن مالك البهراني أو البهراوي طريد قومه الذين يطالبونه بدم سفكه فلحق بحضرموت وحالف بني كندة، وتزوج عندهم، ثمّ ولدتُ بينهم، لهذا لقبت ب (الكندي) .
ولما كبرتُ وقع بيني وبين أبي شمر بن حجر الكندي شيخ القبيلة نزاعٌ، فشهرتُ سيفي بوجهه، ثمّ ضربت رجله، وكان جزاء عملي ذلك الموت.
وقبل أن ينفذ بي العقاب تسللتُ من سجنهم حيث الصحراء الشاسعة، لا يأويني مكان، ولا يستقر بي أوان.
أجوب الصحاري المترامية الأطراف، أقطع عشرات الأميال عَبر الأودية والتلال والجبال، ولم أعبأ بأهوال السفر ومشقة الطريق، وكيف يكون ذلك، وبين جنبي روح تحدّثني بالعزّة والأمل، وفي أن أعيش فارساً عزيزاً يهابني الآخرون، ولا تريحه ولا تستهويه إلّا ميادين القتال وساحات الوغى؟
نزلتُ من علىٰ ظهر فرسي (سبحة) لأستريح قليلاً علىٰ ظهر تلٍّ،