17
«. . . وقتلهم الأنبياءَ بغير حقّ» 1.
إن القرآن الكريم وفي كثير من الموارد يذكر هذه الكلمات ب «الألف» و «اللام» ، حيث يراد بذلك، أن أعداء الدين قتلوا الكثير من الأنبياء.
« وكأيّن من نبيّ قاتل معه رِبّيّون كثيرٌ» 2؛ أي أن الكثير من الأنبياء ندبوا طائفة من الناس إلى جبهات القتال، ودعوهم لمقارعة الطواغيت.
ولو كان عمل الأنبياء مقتصراً على النشاطات الثقافية والوعظ، لما دعتهم الحاجة إلى المواجهات العسكرية ولا إلى المواجهات السياسية، ولم يتعرض لهم المتعرضون بالقتل والاستشهاد. ويتضح من ذلك أنهم كانوا في صدد تأسيس الحكومة. حكومة يقفُ علىٰ رأسها قائدٌ إلهي، يتلو على الناس آيات اللّٰه، ويدلّهم إلى علوم الغيب ومعارفهِ، ويجعل الحِكَم السماوية نصب أعينهم، ويجتهد في تهذيب وتربية وتزكية الأُمّة. الأمّة التي تعيش في ظل الوحي، لا مُتسلّطَة ولا مُتَسَلَّطُ عليها، لأنه جاء في كتاب الحكمة (القرآن) « فلا تظلموا» «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا» «. . . لا تظلِمُونَ ولا تُظلمُونَ» 3فإنّ مقارعة الطواغيت ومحاربة الأجانب من ضمن أوامر القرآن الكريم. وإن طردَ الاستبداد، ومحاربة الاستعمار درسٌ علّمه الوحي للمسلمين، وهذا هو محور المدينة الفاضلة.
الهوامش: